• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • mercredi 23 décembre 2015

    رسالة لرسول الله

    - وأطيب منك لم تلد النساء -

    كل عام و أنت بخير سيّدي محمد وبعد :

    هل تعرفنا الآن جيدا ؟؟
    هل بقينا أمتك بعدما صرنا نحاور بالسيوف ونناقش بالدماء ؟؟
    كل عام ونحن لا نشبهك ...
    حتى أصبحنا حقا لا نعرفك ...
    نحن آسفون سيّدي ... آسفون بقدر بعدنا ... آسفون بقدر ضلالنا ... آسفون بقدر غيبوبتنا ...
    هل تعلم أننا أصبحنا سنة وشيعه ؟ علويين ودمويين ؟ أرضيين سماويين ؟
    هل تعلم أننا قد صار منا من يشتم أي دين إن لم يكن من دينك ... ومنا من يشتمون دينهم ؟
    ولكن ..
    كل عام و أنت بخير سيّدي محمد

    والسلام والصلاة عليك !!

    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    vendredi 6 novembre 2015

    Renault 18 رينو





    تعطلت السيارة اليوم للمرة الألف ... كثر خذلانها لي بدون سابق إعلام، إتصلت بصديقي الميكانيكي اللذي وعدني بمجيئه السريع لكنه كعادته لم يصل إلا بعد أكثر من ساعة من مهاتفتي له ... فتح غطاء المحرك و غدرني بإنزلاقه تحتها ثم أخرج رأسه من تحتها و نظر إلي في استعطاف : "لازم تكلم نضال يجي يكركرها للڤاراج" ...
    اتكأت على الرقعة النظيفة من حائط الورشة و أنا أنظر إلى صديقي بشفقة، لو لم يكن ذو معدن طيب ما كان ليمد لي يد العون.
    - " والله يا رئيس حرام عليك ... ماعادش انجم نعمللها شي ... تي باهي إلي مازالت تهز فيك و تجيب "
    - " أي و الحل ؟؟ "
    - " معناها مازلت تسئل ؟؟ تي ماك وين تجيبهالي نقلك بيعها ... أما المرة هذي ما تجي كان فيراي"



    لم أستطع إستيعاب ما قاله لي، لا يمكنني أن أفرط فيها مهما ساءت حالتها. منذ أن قدمت لهذه الدنيا، لم تغب عن عيني لهفة أمي و هي تركض نحو النافذة عندما تسمع صوت نفير تلك السيارة، سيارة أبي. كان يصدر صوت نفير بطريقة مميزة إشارة لها بوصوله. فتمد رقبتها من فوق الباب أو عينها بين فتحات الشباك و ترقبه و هو يركن السيارة تحت الشجرة ، ثم بعد خروجه من السيارة، يرفع رأسه و يبتسم لها ابتسامة خاصة.

    و منذ خطواتى الأولى، عودتنى أمى ان أميز صوت السيارة و أنطلق لرؤيتها و رؤية أبى مهللاً كجميع الأطفال "بابا جا بابا جا" ... 
    لم يحدث ابداً انها لم تسمعه، إلا مرات قليلة جداً عندما لم تستطع ترك ما بيدها و كان عليها تبرير عذرها مع دخول أبى المنزل.
    لن يصدقنى أحد أن أمى و أبى ايستمران فى فعل ذلك حتى الآن؛ كنت شاباً طولاً و عرضاً فى الجامعة و أرى أمى تتجه نحو النافذة بإشارة من أبى، و كنت انا قد توقفت عن فعل ذلك منذ بدأت مراهقتى و تمردى و محاولاتى إثبات أنى لم أعد طفلاً.

    عندما أجلس مع نفسي و أبدأ في العبث مع ذكرياتي أتخيل حواري مع أمي عندما أسألها :
    - " كيفاش ما فديتيش لتو و إنتي تعاودي في نفس الحاجة كل يوم ؟؟ "
    - " تفاهمنا عندنا أكثر من ثلاثين عام إنو هذي مالحاجات إلي لازمنا نحافظو عليها و ما نخلوش العرس يقتلها "
    - " معناها تعملي فيه الشي هذا فقط من باب الوفاء بالعهد ؟؟ "
    - " بالطبيعة لا ... أنا نعمل هكة على خاطرني نحب نعمل هكة، على خاطر وين نسمع الصوت و نقرب مالشباك نحس أني مازلت كيف سكنت في دارنا هذي و ما نعرف حتى حد و نستنى في بوك يروح مالخدمة في هالبلاصة الخلاء ... أو بالأحرى  إلي كانت خلاء ... "


    لم يوقفهما ابداً الشجار أو الخصام عن تلك العادة، كان الفرق أن الابتسامة يحل محلها نظرة حنين عنيدة.
    و عندما تحصلت على رخصة القيادة و كنت أقود نفس السيارة، كنت أفعل كما اعتاد أن يفعل تماماً، و ظلت أمى ترقبنا بنفس الشغف و الغبطة عندما يعود أحدنا بها.
    ظلت تلازمنى حركة لا إرادية بعدها لفترة؛ أنى ألتفت فجأة عندما أسمع صوت سيارة شبيه، حتى إن كنت انا من يقود.

    أحببت أن تنتقل تلك العادة الجميلة لأسرتى و ان نرتبط بنفس السيارة و بنفس العلامة المميزة من نفيرها.
    بعد زواجى بحثت طويلا عن سيارة مثلها لي ... لكن لم أجد شبيهتها  في فرنسا، و لا في الدول المجاورة ... كذلك الفرق بين سيارة صنعت في أوائل الثمانينات و أخرى في أواخر العشرية الأولى من الألفية الثانية جعل القرار سهلا ...


    بقيت الفكرة فى عقلى فإنتظار أن أرزق بطفل أو فتاة أعلمه(ا) و أعوده(ا)  على إقتفاء أثر صوت سيارة العائلة في الفضاء ... و اللذي أعجبني هو أن زوجتي لم تبد أي اعتراض حين أخبرتها بما يجول بخاطري ... 

    - " باهي يا سيدي، بريكوليها تو على الأقل خليها توصلني للدار، و مبعد تو نخمم في حكاية البيعان ... أما بربي ما يصلّح عندك حتى حد كرهبتو عندو نفس الموديل، و اللون و يحب يبيعها ؟؟؟ "



    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    mercredi 4 novembre 2015

    كيفاش تعرف روحك تونسي : المرأة نموذجا







    - المرا التونسية تتميز بقدرات رائعة في الشراء و المساومة ، عندها مهارة إنها تشري الحاجة متاع 30 دينار ب5 آلاف كهو، وتحس في لخر إنو إلي يبيع عداها عليها ...
    - المرا التونسية هي المرا اللي تبدا حياتها الزوجية تتدهور كان تعدى على عرسها أكثر من عام من غير ما تحبل ...
    - المرا التونسية هي المرا اللي حاسة بروحها محسودة من جاراتها  وتاتا سعاد ونادية مرت خالها إبراهيم وعيشة إلي تبيع فالملاوي ...
    - المرا التونسية هي المرا اللي عندها 10 سنين و هي تطلب من راجلها يجيبلها ورد و لتو عندها أمل أنو باش يجي نهار و يجيبلها ...
    - المرا التونسية هي لمرا الأكثر إيماناً بنظرية “أكيد تو يجي نهار و تنفعنا”، وتلقى أكثر من نص دارها معبية كرادن و حكاك  فارغين ...
    - المرا التونسية هي لمرا اللي إسمها لازم يقعد سر وعيب يتقال لا قدام صحاب راجلها ولا بين أصحاب ولادها ... الحديث ديما عليها بضمير الغائب المؤنث ...
    - المرا التونسية تمشي تصيف باش تقعد على حرف الشط  تحضر الماكلة و الكسكروتات لراجلها و أولادها و تمدلهم دبشهم  ديراكت بعد ما يخرجو من البحر وتكون شايخة على قوة جهدها ...


    - المرا التونسية هي المرا الوحيدة في العالم اللي تنجم تبقى ما تعملش الحنة حزناً على راجلها اللي مات
     و تنجم تبقى هكاكة حتى لين هي تموت ...
    - المرا التونسية هي المرا الوحيدة اللي تبدا تستعد للزواج من أول ما تتولد وحتى لين تعرس، تبدا أمها تشريلها فالسيرفيسات  مإلي عمرها 3 سنين يا بو قلب ...
    - المرا التونسية أكثر مرا تتشكي من عدم مساعدة راجلها ليها في أعمال البيت ... وفي نفس ذات الوقت تعلم ولدها أنو راجل و المفروض ما يعاونش مرتو في قضية الدار ...
    - المرا التونسية هى المرا اللي عدت شطر عمرها في الكوجينة  اطيب فالكسكسي و الملوخية و الشطر لاخر تغسل فالماعون اللي عملت فيه الكسكسي ...
    - المرا التونسية هي المرا المؤمنة بأن تربية لولاد تتلخص في الجملة : “والله لما يجي بوك ونقولو”...
    - المرا التونسية هي المرا اللي الخروج عندها يعني شقايل كسكسي و جلبانة وقاطو و قلوب و تاي أخضر ...
    - المرا التونسية هي المرا اللي مؤمنة بأنو العيد معناها غسيل زرابي و تنظيف الكوجينة ...
    - المرا التونسية تحسها مصرة إلحاحا أنها تقعد مع راجلها دنيا وآخرة ...
    - المرا التونسية هي المرا إلي تؤمن بنظرية إن الريجيم أقوال و ليس أفعال ... 
    - المرا التونسية هي المرا إلي وقت لي تضحك شوية تخاف على خاطر ضحكت ... و تقعد تستنا في مصيبة تجيها و تقولك "يا ربي تستر ... إنشاءالله خير" ...

    وأخيرا المرا التونسية ... يعنى السؤال الأزلي " آآآه ... ثماش حويجة على قريب ؟؟؟ "






    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    lundi 4 août 2014

    الطريق المليح للدخول للجنة من الباب الفسيح ... أو الناس إلي عمرها ماهي باش تدخل الجنة


     

    هذي قائمة غير حصرية قابلة للتحوير في الناس إلي كان يواصلو على المنوال هذا حظوظهم في الدخول إلى الجنة باش تكون ضعيفة برشا  :


    1 - واحد يمشي لقهوة يعرف أنو كاس التاي فيها بسبعة آلاف و الشيشة ب 25 ألف و 4 كعبات مقروض ب 10 آلاف ... أما رغم ذلك يطلبهم لكل و مبعد يصور الفاتورة و يحطها في فيسبوك و يكتب عليها فقرة طويلة عريضة تحكي على غلاء الأسعار و إنخفاض الطاقة الشرائية للمواطن و يختمها ب " Je pleur ma tunisie " ...
    2 - عروسة جديدة وقت لي تخرج تحوس تعمل 3 أنواع برفانات، تلبس ذهبها لكل، سي ديجا تكون صابغة شعرها بالأصفر، تعمل "manucure" أحمر على الحنة إلي في إديها و تخرج كيف البوسعدية ... و تصور هي و راجلها و تكتب عليها " soirée inoubliable 
    3 - الطفلة إلي تكون ساهرة مع صاحبتها باش يحتفلو بعيد ميلادها و باستها و هنتها أكثر من 100 مرة فالسهرية ... أما وقت لي تروح لازم تمشي تجري تحل الفيسبوك و تكتبلها على الحيط متاعها " joueux anniversaire ya 3assla ... " و معاها برشا بوس و قلوب 
    4 - 3 مالناس قاعدين بحذا بعضهم في نفس البيت و ساهرين يتناقشو بالكتيبة تحت statut كتبو واحد منهم بينما ينجمو يلوحو أورديناتوراتهم ولا تليفوناتهم و يحكو مع بعضهم ديراكت 
    5 - واحد حاطط تصويرة تعاطف مع إلي صاير في غزة و نهار كامل و هو يهتري بأطفال و شهداء غزة ... أما وقت لي إستشهدو أولاد بلادو ما قال عليهم حتى كلمة !!! 
    6 - صاحبي إلي يخدم في أورونج و عامل تلفون تيليكوم ... 
    7 - الي يعيش و يخدم في فرانسا، و كان ماخرجلهاش راهو هبل و دخل و خرج فالحلة، اما نهار كامل يسب فالفرنسيس و عامل روحو موش حامل العيشة معاهم ...
    8 - الي(ت)يحط تصويرة ولدو(ها) bébé في الفيسبوك، و وقت لي الناس يكتبولو(ها) كومونتارات عليها...(ت)يبدى يرد على أساس أنو ال bébé هو الي يرجع عليهم و يشكر فيهم و يستدعى فيهم باش يجو يطلو عليه و يشوفوه محلاه !!!! 
    9 - واحد يلبّس ولدو الي عمرو أقل من 10شهور مريول الجمعية إلي يحبها و يصورو و يحط التصويرة فالفيسبوك ( الناس هاذم إنجم نكتب عليهم كتب كاملة من كثرة ما غلبو عليا ... )
    10 - واحد عمرو ما ريتو عمل حتى نشاط في الفيسبوك من نهار الي قبلتو في قائمة أصدقائي ... و في أول سفرة عملها خارج تراب الوطن يتاڤي روحو في كل في خطوة يمشيها في بلاصة معينة ... حتى في توالات المطار ( ريتها تو بعيني ) ...
    11 - واحد يكتب ستاتو, ينزل عليه جام, يكتب لروحو كومونتار, و يزيد ينزل عليه جام ...
    12 - وحدة تعمل " copier-coller" لستاتي في الفيسبوك... اما وقت لي تحطو تنسى ما تنحيش من تحتو ال " j'aime commenter publier" إلي هزتهم مع الستاتي الأصلاني ... 
    13 - زوز عرايس يعمللهم المصور تصويرة و هما متكين كل واحد من شيرة بمرافقهم على الفرش متاعهم و يشوفو لبعضهم و هما يدلدلو في ساقيهم على القاعة ( أي نعم يا سيدي مازال ثمة منهم الپوزات هاذم، تو ريتها ) و مبعد يحطو التصويرة photo de couverture فالفيسبوك... 
    14 - واحد يبعثلك ميساج الليلة يهنيك فيه بالعيد من باب النفاق الإجتماعي و من غدوة وقت لي تشوفو فالشارع يبدل الثنية ... 
    15 - واحد يبعثلك ميساج " كوبي-كولي" مالي يبعثوهم الناس بمناسبة العيد و ينسى ما يبدلش فيه تاريخ العيد متاع أولة عامنول ... 
    16 - واحد ما يكلمش عمو و جارو متعارك معاهم ... أما يفرق فالتهاني ذات اليمين و ذات الشمال في الفيسبوك و يبعث فالقبل و القلوب للناس لكل ...
    17 - واحد يلبس ولدو الصغير ( أو البيبي ) مريول الإفريقي ولا الترجي و يحط تصويرتو فالفيسبوك ...
    18 - واحد يكتب على حيط واحد آخر نهار عيد ميلادو " BonNE anniversaire " ...
    19 - طفلة تعدى عام على عرسها و لتو مازالت كل يوم تتحفنا بتصويرة من وطيتها ولا عرسها ...
    20 - الستاجيار الشنوي الجديد إلي يجيب في فطورو معاه و ياكل فالخنافس و الڤرلّو ...
    21 - الأمريكي إلي يخدم معايا و عندو جمعة ما دوشش ... ريحة ضبابطو تتسمع يا دين الرب !!!
    22 - المختار الي يبيع في ايسونس ليبيا في الهبطة متاع سوق الواد في مدنين... لا لشيئ، فقط على خاطر ما نهضماش برشا 

    و بالطبيعة العبد لله إلي في عوض يمشي يصلي ركعتين ولا يلها بروحو ... لاهي يعس على لعباد و ينبر عليهم 



    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    lundi 23 décembre 2013

    كيف أصبح الحلم حقيقة أو هي تشخر ... و زادتها بف

    كيف أصبح الحلم حقيقة
    أو
    هي تشخر ... و زادتها بف



    إنهال فوق رأسى هواء شديد البرودة من فوهات أجهزة التكييف. إقتربت منى مضيفة تونسية  كانت تحاول عبثاً أن تخفى عمرها خلف طبقات "المكياج" الكثيفة، وطلبت منى أن أربط حزام مقعدى. بدأت المحركات فى الصياح وتحركت الطائرة إلى ال "البيست". إرتفع صوت المحركات ومكيفات الهواء. فقدت عجلت الطائرة ملمس الأرض وراح الطائر الحديدى يحلق فى سماء جربة  "إلى أرضٍ بلا أبطال!" راح خليط من نشوة الحرية وقبضة الخوف يهز كيانى : التحرر من قيود مجتمع أعرفه والخوف من خفايا مجتمع لا أعرفه ... التحرر من عيون المراقبين والخوف ألا أجد فى غربتى عينا تحرسنى ... الخوف من أن أصير سفينة بلا ميناء، أترك ضفة دون أن أصل إلى ضفة أخرى، فأصبح حائرا بين ضفتين
    .

    كنت أظن الفرنسيين زرق العيون شقر الشعر وطويلي القامة !! ولكن جارى فى الطائرة كان قصيرا مكوّرا وكان شعره خفيفا وغير مهذب وكأنه خليط من شعر الماعز وشعر جارنا خليفة
    - "هل هذه أول زيارة لك لفرنسا ؟" سألنى جارى بلغة فرنسيةفصيحة
    - " نعم " رددت فى برود، فلم أكن أرغب فى الدخول معه فى حديث عقيم فقط من أجل كسر ملل سفره الطويل
    - " هل مسموح لى أن أسألك ماذا ستفعل فى فرنسا ؟" سأل الجار العرقان
    - " نعم.. إنه مسموح لك" رددت بسخرية لم يفهمها فكرر سؤاله
    - " سأدرس فى الجامعة هناك "
    - " وماذا ستدرس ؟ "
    -" هندسة الأنظمة الذكية و الروبوتات "
    - "الروبوتات ؟ ... رائع ... ولكن لماذا فى فرنسا  بالذات؟"
    واصل الجار الممل أسئلته ...
    - "إخترت فرنسا بسبب المنتخب الفرنسي الذى يكسب كأس العالم رغم أن خصمه يلعب أفضل!" ... قلت ذلك  بسخرية وظننت أن ردى هذه المرة سينقذنى من فضول ذلك الشخص المثير للشمئزاز
    - "!لا ... لا .. لقد كان ذلك فى الماضى فقط ... أما الآن فلا يكسب فريقنا حتى زهرية ورود واحدة"
    .لم أجد فى النهاية حلا إلا إصطناع النوم ...
    نظرت من النافذة من جديد قبل وصول الطائرة لمطار "باريس "... رأيت خَضارا بكل أشكاله ودرجاته ... خَضارا غير متناهى وكأنه الصحراء الكبرى. كانت ضفاف واد مجردة مقارنةً بهذا الخضار الممتد مجرد ضيعة صغيرة أو مجرد بصيص أمل للنمو ... بدأ هذا اللون الطاغى يملأنى بالخوف، فقد كان يحمل بداخله ثقة المغرور وتخمة الشبعان الذى لا يعرف شيئا عن معاناة الأشقياء... كان هذا اللون يرمز لقوة لا تقُهر وجيش لا يهُزم ... ثم بدأت مدينة الأنوار فى الظهور تحيط بها مرتفعات جبلية صغيرة وسحابات بيضاء، فبدت وكأنها وعاء تصب فيه الحياة من جهة وتهرب منه الحياة من جهة أخرى ...

    هبطت الطائرة شيئا فشيئا فرأيت أبراجا وبنوكا ومصانعاً يشق نهر "السين" طريقه بينهم بصعوبة، وكأن وظيفته الرئيسية كانت إنعاش مدينة مريضة ... صرخت عجلت الطائرة عندما أرغمتها الفرامل على التوقف أمام صالة الوصول ... خرجت من الطائرة الباردة ومررت خلال خرطوم شفط المهاجرين. وقفت فى الصالة الكبيرة تبهرنى الأضواء وتزكم أنفى الروائح غير المألوفة : شممت رائحة قهوة أوروبية وعرق مشبع بالكحول وروائح عطور قوية ولكنها بلا روح. وطغت على كل ذلك رائحة مواد معقمة ومطهرة وكأن المكان كله مرحاض نظيف ...
    وقفت أمام ضابط الجوازات فراح ينظر إلى صورتى فى جواز السفر ثم يمعن النظر إلى وجهى وكأن لسان حاله يقول "راعى جمال آخر يريد أن يستمتع بحريتنا ورفاهيتنا؟" ... لو كانت عيونه تنطق باللهجة التونسية لقالت : هي تشخر ... و زادتها بف "


    كان كل شىء غريب على حواسى فى الأيام الأولى فى فرنسا : الناس، الروائح، اللوان والطعام ودرجات الحرارة ... رحت أفتقد الأصوات والأشياء والألوان المألوفة التى كانت تساعدنى على التعرف على نفسى وعلى محيطى ... رحت حتى أفتقد الصور النمطية التى كانت مرتبطة فى ذهنى بفرنسا.. فقد أصبت حتى بخيبة الأمل لأننى أبدا لم أرَ شباب "الجبهة الوطنية" يجوبون الشوارع ويهتفون مطالبين بطرد الأجانب ... وأصابنى أكثر من ذلك بخيبة الأمل أننى لم أرَ شقروات عاريات فى الشوارع على الإطلاق ... لاحظت أن معظم " الفرنسيس "  لهم شعر بنى وعيون داكنة !!!



    لم تمض ايام معدودة حتى دخلت إلى اول ملهى في الحي اللاتيني في باريس ومذاق الحرية اللذيذة يملأ حلقى ورائحة الهواء المشبع بالتبغ والكحول تزكم أنفى، وصوت الطبول الرتيبة يمل أذنىّ ... طلبت من "البار" كأسا، جلست فى ركن من أركان الملهى أراقب الشراب الداكن يرقص فى الكأس وأنا أتذكر إحدى قصائد "عمر الخيّام" التى تبدأ ب "إن القرآن يبدو أكثر جمالا عندما يُنقش على كأس الخمر !" ... ! ياله من زنديق ! يالها من صورة جميلة
    تخيلت نفسى أجلس فى حديقة فارسية وأتحاور مع متصوف فأسأله "هل الخمر حرام؟" فيرد على بإجابة غامضة "إن الخمر حرام، ولكن الخمر أيضا طريق.. وكل الطرق تؤدى إلى الله !! ""

    فناء - بقاء - توكلّ " رحت أتذكر المتصوفين وهم يرقصون ويذكرون الله .. كان منظر الشباب والشابات فى "الديسكو "لا يختلف كثيراً عن رجال الطرق الصوفية، فقد كان كل منهم يطوح رأسه يميناً وشمال باحثا عن النشوة والخلص ... " كلّ يعبد الله على طريقته ! " تذكرت مقولة أبى ...
    فى الحقيقه كان معظم الفرنسيين الذين قابلتهم محترمين ... كان فقط يضايقنى حب المثقفين منهم للنقاش العقيم، فكان زملائى فى الجامعة وحتى أساتذتى ينتظرون منى أن أكون خبيرا فى الشئون الإسلامية ويوجهون إلى دائما نفس السئلة، لا من باب حب المعرفة ولكن من باب الفضول والتسلية : لماذا تزوج النبى من 13 إمرأة بينما لا يُسمح للرجل المسلم الزواج إلا من أربعة فقط؟ ... أو : لماذا يميل المسلمون للعنف ؟ ...أو : ما سر تخلف العالم الإسلامى؟ ولماذا يأمر القرآن الرجال بضرب نسائهم؟؟؟؟؟؟
    لم أكن أرغب فى الدفاع عن الإسلام، ولكن مثل هذه الأسئلة يستفز كل مسلم فى الغربة فل يجد بديلا من أن يصبح محامياً للإسلام بل وداعية أيضا ... كان يضايقني أن أسمع منهم  كلمة "محمد" بدون أن أسمع بعدها "عليه الصلاة والسلام " ...










    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    lundi 25 mars 2013

    !!! أي نعم ... قررت نعرس




    منذ طفولتي لهذه اللحظة .. زاولت عدة اعمال .. ووظائف :

    ففي الثانية من عمري : عملت مزعجا في قسم الغرفة .
    وفي العاشرة : كنت مساعدا ظليا لأبي في ترتيب الجراج وتركيب الشبابيك فترقيت لرتبة ( ناشط ) .
    وفي السادسة عشر : عملت مراهقا في الجنوب الشرقي لشخصيتي .
    وفي منتصف العشرينات من عمري : اشتغلت أحبك .
    وبعدها : شغلت منصب أعزب الحي .
    والان : ازاول مهنة المواطن .. المزعج في كل غرفة .. الناشط في ترتيب المخازن .. المراهق في الاتجاهات الاربعة .. الأحبك .. الأعزب الوحيد في الحي

    قررت أن استقبل من هذه الوظائف كلها .. وأشتغل ( غيري ) ...

    و عندما أحببت و أردت أن أتقدم لها صارحتها قائلا :

    أريد ابنا لي منك 
    لا يحمل صفاتي كثيرا 
    لا انفي الكبير ... لا الشعر الغزير في رأسي
    لا يحمل ضعفي للنظر ..
    ولا حذرا في مخاطبة البشر ... والمطر
    اريده لا يشبهني كثيرا 
    او لا اريده ولدا ... اريدها بنتا ... 
    سيكون من دواعي سروري أن اضيف للعالم ..
    انثى اخرى ... تشبهك

    و لكي لا يصطدم إبننا بالواقع الأليم اللذي تعيشه البشرية عند قدومه سلحته ببعض النصائح اللتي سأتلوها عليه حال ولادته 

    سأقول له, أولا, سأسميك العيساوي ..
    فإن مت أنا قبل ان يأتي إبنك .. أو انت 
    فسمي ابنك سامر ..
    حتى نهزم إسرائيل مرتين !

    و ثانيا,  لا تشرب القهوة العربية لأنها ساخنة
    أو لأنك تحب الالوان الغامقة ..
    أو الفناجين الفضية ..  
    لا تشربها لأنك تكتب الشعر ..  
    أو لديك اهتماما بشبر أدبي .. 
    أو لأن سيجارتك  لا (تشتغل ) الا بالقهوة تلك ..  
    إشربها .. لأنها وحدها من بقيت .. عربية

    ثالثا, كن محبا للون الأسود ..

    فإن أباك غنى كثيرا للون الأسود وأنشدْ ..
    لأن أبيض الألوان في الدنيا ... هو الأسودْ !!

    رابعا, لا تنظر الى ساعتك كثيرا
    ولا تلمني لأنك لم تأتي بعد ..

    فأمك ذهبت إلى تونس باش تحضر خطوبة ولد عمتها !!





    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    samedi 2 février 2013

    أحبها ... لغاية في نفس يعقوب



    أحبك
    لا لرغبة في ذاتي او تلبية لأمر في نفسي لا والله 
    ولكنني احبك من اجل الاسباب هذه : 

    فأولا ... تلبية لنصيحة طبيب القلب حين كتب لي في الروشيتة ان احافظ على ترتيب نبضات القلب 

    ثانيا ... تلبية لطلب أستاذي في الجامعة حين اشترطت علي لاحصل على الماجستير بأن اكون ملما بالرقص الشعبي عند العصافير

    ثالثا ... تلبية لطلب مهندس الديكور حينما أشار علي بأن اطلي جدران غرفتي بالمشمشي الفاقع

    رابعا ... تلبية لقوله تعالى ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) 

    وخامسا ... تلبية لثناء طفلنا الذي سيأتي .. عندما يقول لي : شكرا ابي لأن هذه امي أنا ..

    وأحبك لأسباب اخرى أيضا : 

    اولا : تلبية لطلب والدتي عندما اوصتني بأن أضيف زرا سابعا لقميصي

    ثانيا : ليكون لي الحق بأن استمع الى اغاني كاظم الساهر وعبد الحليم

    ثالثا : لكثرة رسائلك القصيرة على جوالي وانا أحب رنة الرسالة القصيرة

    رابعا : لأنك الأجمل في الطابور وأنا الأناني جدا 

    خامسا : لاني عندما صليت لحبك استخارة قبل نومي .. استيقظت ووجه أمي يبتسم شمسا .. و جنود القهوة يدخلون خلسة شمّي

    سادسا : لأنك الحاسة السادسة عندي 

    سابعا : لأنك أنا .. وإن غبت .. فانا لم ات بعد

    ثامنا : بسبب السبب الأول .. جدا









    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي