• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • dimanche 30 octobre 2011

    !! نڤُولِلكم سر



    بعد أن قضى أكثر من ثلاثين سنة في عمله كساعي في مكتب تابع لوزارة التربية، أحيل على التقاعد المبكر لطول خدمته و وصوله السن القانونية، لم ينس أن يوصي كل من يعرف و كل من ربطته به علاقة صداقة أو عمل أن يعلمه في حال شغور مكان يمكن أن يعمل به لعدم تحمله الجلوس في المنزل دون أن تشغل هواجسه مواقيت العمل أو التزاماته أو حتى دعوة زوجته عند الخروج لكسب رزقه ... حتى وجد تلك الوظيفة، عامل مصعد في مبنى يجمع عددا من المهندسين و المحامين و الأطباء مكون من ستة طوابق.

    لم يمر الأسبوعان الأولان على رأس وظيفته الجديدة إلا و إستطاع أن يحفظ إلى أي طابق يتجه كل من يعمل في المبنى و يميز الضيوف من الحرفاء من العاملين عند رؤيته لوجوههم.
    يصل كل صباح قبل الجميع عند السابعة، يتوجه إلى غرفة العملة ليبدل ملابسه و يصف أمام المصعد عند السابعة و النصف بزي العمل : فيستة ( سترة ) زرقاء ترنو نحو الرمادي، يوشح كتفها الأيمن و الجيب الأيسر أشرطة ذهبية، و أزرار بنفس اللون يغلب عليها الصدأ؛ حذائه بسيط جدا ذو لون أسود، تعتلي جلده شقوق متداخلة كدوائر، إن أمعنت النظر إليه لإستطعت تخمين عدد المرات اللتي صبع فيها ذلك الحذاء بين يدي الإسكافي ( الملاخ ).
    كانت أول الكلمات اللتي يسمعها القادمون لركوب الأسانسير  " إسلاااااامو عليكم "، و كلما فتحه لخروجهم يقول " مع ألف سلامة "، لا يعتريه الملل أبدا من إعادة و تكرار تلك الكلمات مئات، بل آلاف المرات في اليوم بالرغم من عدم إعارة الناس الاهتمام بها و عدم الاكتراث بسماعها، لكنها تبقى دائما بالنسبة له لغة حوار معهم، حيث أنه لم تسنح له الفرصة لمعرفة أسمائهم أو تجذب أطراف الحديث معهم، هو في مكانه ليقضي عمله فقط، لا يريد أن يترك إنطباعات أو يكون صداقات، يفضل أن " على روحو " طوال اليوم.

    ضغط أنامله على لوحة أرقام الطوابق يكاد لا يرى، يعتبر ذلك سرا و إتقانا لعمله، حتى أن بعض المرتادين على المبنى يتناقلون سرا أن لديه قدرات خارقة : يكفي أن يرمق رقم الطابق على اللوحة فينفذ المصعد الأمر في الحال.
    ما إن يبارح المصعد الطابق الأرضي أو يهبط من أي طابق آخر، تجده يصفر بعذوبة و يترنم بألحان هادئة مغمضا عينيه أو متأملا في السقف، تلك هي عادته و لم يتساءل أحد أبدا عنها، فهو بالنسبة للجميع حالة خاصة، إنسان غريب يطبع عليه الهدوء طابعه لكن لم يصدر منه قط ما قد يضايقهم أو ينفرهم منه.

    أثناء فترة الإستراحة يتجه إلى الساحه الخلفية من البنا ذي الست طوابق، يخرج غذائه من جيبه ملفوفا في ورق جرائد، وجبته اليومية تتكون من الكسرة اللتي تعدها له زوجته محشوة بالبيض و البطاطا المطهوة في الماء و الملح، بعض السويقة اللتي يخلطها بالماء و يشربها باردة، و بعض مما تجود به زوجته مما إستطاعت أن تجده متوفرا في صباحهما، يفتح القميلة و يكتشف نصيب يومه و يتمتم مبتسما " الله يكرمك و يخليك يا أم جميلة ".
    يتربع على الرصيف في ظل شجرة مداعبة قطته المشمشية اللتي تعودت وجوده في ذلك المكان معها، يمرر أصابعه تحت ذقنها فتموء برقة، يضحك ضحكة طفولية فيظهر ما تبقى من أسنانه بصفرتها الداكنة.

    في نفس المكان و الميعاد من كل يوم، بمجرد ظهوره في الباحة الخلفية، تخرج تلك القطة من مكان مجهول و تلتصق به، مع أنه لا يطعمها، فقط يدغدغها و يلعبها بعض الشيء، و عندما يهم بأكل ما حضرته أم جميلة، تجلس أمامه و تنظر إليه في سكون.
    يأكل الكسرة على عجل ثم يدخن سيجارتين متتاليتين لأنه لا يستطيع التدخين داخل المبنى، ثم يرمي بقرص من النعناع في فمه : لا يحب أن يحس أن أحد الراكبين داخل الأسانسير منزعج من رائحته، يغمض عينيه و يسند رأسه على جذع الشجرة واضعا يده الأخرى على ظهر القطة و يسدل عينيه و يغفو عشر دقائق بالتمام. 
    تعطل المصعد ذات يوم، و جيء بالفنيين لإصلاحه، وقف متأملا و محدقا في ما يفعلون مبررا لهم ذلك بقوله  " ماني قبل خدمت شوية تريسيتي ... هذاكا علاش نحب نتعلم " ... لم يعترضو، بل طلبو منه أن يشترك معهم. و ب الفعل عندما تعطل المصعد في المرة التالية لم يبلغ مديره، و ناجح في إصلاحه وحده، لم يعلمه إلا عندما إشتغل و كأن شيئا لم يكن، فسر له أنه تعلم من الفنيين في المرة الفارطة و أنه أصبح على دراية بآلية عمله. أخرس كلامه المدير و لم يستطع أن يوبخه بأن ما فعله ليس من مشمولات وظيفته و أنه بذلك كان من الممكن أن يعرض حياة بشر للخطر، لكنه إتصل بوقالت التصليح ليراجعو وراءه، و عندما تفحصوه أكدو أنه تم إصلاحه بالطريقة الصحيحة.

    السر اللذي لم يبح به لأحد أنه في الأصل يصاب ب الدوار من المصعد ( الأسانسير) و لم يساعده على تجاوز ذلك لا عاداته و ممارساته الغريبة اللتي كان يفتعلها ليشغل نفسه عن الدوار و لا وجوده اليومي فيه 



    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    mardi 25 octobre 2011

    منصور و فتحية خير من روميو و جولييت


                          

    عند كورنيش المدينه، يلمس " منصور " إصبع حبيبته "فتحية" اللتي إتخذت من ذراعها مرمري اللون " كشكولا " حول رقبته، كالعاشقين يطبقان نظرية " المحبين و البحر ثالثهما "، كان سجالهما هذه المرة مختلفا لأن بائعة الورد اللتي كانت تحنو على كل عشاق الكورنيش لم تعتد ان تسمع " فتحية " و هي تتحدث مع "منصور " عن شيخ ...

    فتحية ( و بانفعال ) : " عجبك تو يا منصور إلي صارلي من جرت الثورة هذي إلي إنت و أهلك إدافعو عليها ؟؟؟ هاني باش نقعد فالدار في وجه بابا و موش باش تلمسني بلكل !!!"
    منصور ( مذهولا ) : " كيفاش مانيش باش نلمسك بلكل و ما بيناتنا تو كان مليمترات ؟؟!! ... المهم تو لازمنا نلقو حل ... الكره بين عيلتي و عيلتك و العداوة قد مالهم و يزيدو، و بصراحة لازمني نتصرف، أنا راجل و سمعتي تهمني ... "
    فتحية ( متظاهرة بالبكاء ) : " معناها تو ولا ذنبي أنو أهلي من أزلام النظام البائد و إنت أهلك ما يتفرجو كان في الجزيرة و فرانس 24 ... قصت حبنا يا منصور مهددة و زيد الشيخ دخلو فيها  

    ( تقتحم بائعة الورد خلوة منصور و فتحية متبعة نظرية لكلنا عيلة واحدة )

    بياعة الورد : ( عينيها تكادان تخرجان من مكانهما ) : " يا وخيتي إرمي همك عندي و إشكيلي؛ راني كيف أختك لكبيرة، أناهم شيوخ ينجمو يفرقوكم ؟؟ تي راكم منصور و فتحية ... معناها الحب كلو ... "
    منصور ( بعصبية ) : " إنتي تو شنوا مدخلك فينا ؟؟ للمرة العشرة نقلك ما عيناش في النوار !! "
    فتحية ( بصوت باكي ) : " خليها ... هذي عشيرتي، عشرة كورنيش، أنت حبيبي عندك أكثر من 6 سنين و هي خيرها عليا ما يوفاش : هي إلي كانت تهدرز عليا قبل ما تجي إنت و أنا نستنا فيك و تحميني مالبلادة متاع زاجالو  و بينسة و سمير اللام  ..." 
    منصور ( مشككا ) : " أي و إنتي هاذم لكل منين عرفتي أساميهم ؟؟ "
    فتحية ( محاولة الخروج من المأزق ) : " بالله تو هذا وقت غيرة و شك ؟؟؟ "

    تلتفت فتحية إلى بياعة الورد موجهة كلامها إليها : 

    فتحية : " شوفي، الشيخ عمر سطوحي - رئيس لجنة الدعوة الإسلامية في الأزهر - قال أنو في تونس ولا في مصر لا يجوز جواز الرجل من بنات أحد أزلام النظام البائد ( التجمع ولا الحزب الوطني في مصر ) على خاطرهم ما كانوش أمناء على البلاد، باش تكون هي أمينة على دارك ؟؟؟ "
    البياعة : " تو إنتي ناقصة يا بنتي تزيدي تتحرمي من منصور بفتوى ؟؟؟ باهي يا سيدي اكذبي و قوللهم أنك مع الثورة و ماكش من أزلام النظام البائد ؟؟ "
    منصور : " يا بنتي حرام، الشيخ قال لا يجوز ..."
     البياعة ( بسخرية ) : " باللاهي سامحني أنا مخي على قدو ... أنا نعرف بوك يتحرم مالسياسة، يجي،  أما إنتي شنوا ذنبك تقتفي معاه ثمار الفساد متاعو ؟؟"
    منصور ( بحسم ) : " فتحية .. قررت نكمل المشوار معاك يا روحي " 
    فتحية ( بفرحة ) : " أنا كنت متأكدة أنك ماكش باش تتخلى عليا يا روحي ... والله فرحانة على قوة جهدي ... اليوم نهار زين "
    منصور ( بغضب ) : " يوم شنوا ؟؟؟؟ "
    بياعة الورد ( تحاول تهدي لحكاية ) : " صلي على النبي يا ولدي، راهي ما تقصدش ... أنت بعد ما تعرسو تو تطبعها بطبعك "
    تمر سيارة فخمة فارهة أمام منصور و فتحية 


    منصور (مندهشا ) : " هذا بوك الزلم ( مفرد أزلام ) متاع النظام البائد إلي فالكرهبة ؟؟؟ "
    فتحية ( بعفوية ) : " أيون يا روحي ... اليوم آخر نهار في التقدم للانتخابات ... الله لا يقطعلو عادة " 
    منصور ( صارخا ) : " إنتخابات ؟؟؟؟ "

    منصور يطيشلها إيدها إلي كان شادها و يركب أول كار تتعدى و يمشي وين معتصمين لاولاد صحابو ... بياعة الورد تحضن فتحية في مشهد ما يذكرني كان في أفلام فاتن حمامة، بعد ما بح صوتها و هي تنادي على منصور ....

    بياعة الورد : " ما يهمكش يا بنتي، غدوة تو يرجع، ما عندوش حد غيرك راهو "
    فتحية ( و هي تمسح في دموعها ) : " أي و أنا شنوا نقعد نعمل لين يجي هو ؟؟ "

    بياعة الورد : " تحب اناديلك زاجالو  و بينسة و سمير اللام ؟؟؟ "
    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    mardi 11 octobre 2011

    !!! إلي يفهمهم ... يجي يحاسبني






    تسمع رنين المنبه فتقفز من سريرها و على وجهها علامة الجزع و الفزع، تتأمل في عقارب الساعة مرارا و تكرارا خوفا من أن تكون متأخرة على عملها أو على عمل زوجها، تدفعه من كتفه قائلة : " هيا فيق نحظرلك الفطور " ... تطرق رأسها مفكرة و هي متوجها للمطبخ إن كانت كمية الخبز الموجودة ستكفيهم في وجبة الفطور، سؤال وجودي يطرح نفسه مع كل إشراقة شمس يوم جديد ... تتوجه نحو خزانتها كي تستعد للخروج، تفكر في الملابس اللتي ستلبسها، و تقلص من كون أن زوجها ناسي أن يحضر تنورتها الزرقاء من من عند " الغسيل بالشايح "، تفتح باب الخزانة القريب فتراها معلقة و يهدئ بالها قليلا ...
    ما إن تنهي تزيين عينيها ببعض الظل الأزرق المتناسق مع لباسها حتى تجد نفسها قد تأخرت و وجب عليها أن تأخذ تاكسي، ما إن نزلت للشارع، و قبل أن تشير للتاكسي بالوقوف، قلقت من فرضية أن لا يقف لها أي سائق أو يعترض لبعد المكان و ستتأخر عن عملها.


    عند وصولها، و قبل أن تهم بالنزول ، تتفقد كل حاجياتها : هاتفها الجوال، أوراقها، حقيبة يدها، في كل مرة تمتطي فيها هاته السيارة الصفراء تقلق من نسيان أي شيء من متعلقاتها فيها و تتخيل المعاناة اللتي ستعيشها كي تسترد الضائع، فتصرف كل وقتها متشبثة بمتعلقاتها كتعلق الرضيع بأمه ... 
    تدخل باب مقر عملها، تفرق الابتسامات و السلام ذات اليمين و ذات الشمال، تتساءل إن كانت إبتسامات زملائها الجميلة تحمل ودا حقيقيا تجاهها، و هل هي من جعلت زميلتها تلك حزينة و علامات الكدر جلية على وجهها ... يستمر عقلها في طرح كل هاته الأسئلة طيلة اليوم  . تنغمس بين أوراق دفاترها، و ما إن تعير ساعتها بإلتفاتة ،حتى تفاجئ أن الوقت قد مر في لمح البصر، لازال في عملها ما لم ينجز, بالرغم من أن الباقي ليس بكثير، لكنها تتردد : هل ستنجح في إنجازهم غدا قبل ميعاد تسليمها للمدير ... تقرر مغادره المكتب و رأسها مليء بالهواجس ...

    عيناها لا تفارق اللافتة الحملة لإسم المحطة و هي داخل عربة المترو منتظرة اسم المحطة اللتي ستنزل فيها، كلما توقف المترو، تنهض جزعة لتتأمل اسم المحطة و تتأكد من أنها ليست محطتها، يحلق بها خيالها لتفكر ماذا ستفعل للعودة إلى البيت إن فاتتها محطتها، يقطع تفكيرها جارها في المقعد مذكرا إياها " هنا وصلنا المحطة إلي قتلي عليها "، فقد طلبت منه تنبيهها في أول ركوبها.


    تمشي بتؤدة في الشارع متأبطة حقيبتها بقوة، قلقة من أي محاولة عابرة لسرقتها في الشارع، ترمق بعينين حذرتين كل من يصير حذوها و سحابة الشكوك لا تفارق رأسها. تزيد من سرعتها في طريقها إلى بيتها قلقة من يسبقها زوجها في الوصول إليه، تبحث في حقيبتها و في جيوب معطفها عن مفتاح شقتها فلا تجد له أثرا، ااه، لابد أنها نسيته في مكتبها أو نسيته في أحد حقائبها و هي تبدلها في الصباح ... تجده بين ثنايا بطاقاتها البنكية في حافظة نقودها، تدخل بسرعة المسابق للزمن فتجده لم يصل بعد، فتنفست الصعداء. 
    دلفت إلى المطبخ كي تحضر وجبات الغداء، تتفقد كل بضع دقائق الأكل على النار، قلقة أن يحترق أو تشوبه رائحة الحريق ... سمعت دقات الساعة الثماني اتية من غرفة المعيشة و هو لم يصل بعد، بداءت تقلق؛ تتصل به على هاتفه، لكن لا تجد إجابة من الطرف الأخر ... يزداد قلقها و تكثر هواجسها و يصيبها هوس برصد الاحتمالات ... يدق الباب، و يعتذر هو عن التأخير الخارج عن إرادته بشدة.  

    - هي : " الماكلة سخونة ؟؟؟ " ... هو : " لا باهية " 
    - هي : " تحب ملح ؟؟ " ... هو : " لا, باهي برشا ملحها "
    - هي : " نجيبلك ماء ؟؟ " ... هو : " لا لا .. بعد ما نكمل الماكله "

    يتكئان على الأريكة الكبيرة في منتصف غرفة المعيشة و تسأل نفسها " زاعما يحبني كيف ما نحبو ؟؟ " في قلق من أن يكون لهب مشاعره تجاهها قد انطفأ أو خف بالرغم من أنه لم يأمر على زواجهما سوى بضع شهور ... يأخذها تفكيرها و تساؤلاتها إلى هل ستنجب ؟؟؟ و إن كتب لها الله الإنجاب، هل سيكون أولادها في صحة جيدة ؟؟ هل ستكون أما صالحة ؟؟؟ هل سيعمر حبه لها كما هو الآن ؟؟؟ هل سيحب إمرأة أخرى ؟؟ ااااه ... ماذا لو اكتشفت أنه على علاقة بأخرى ؟؟؟؟


    تحاول جاهدا إغماض عينيها و النوم لكن هواجس اليوم كله تزاحم النوم إلى تفكيرها ... تتقلب في فراشها و تترك نفسها لليلة مليئة بالكوابيس. 
    ما إن يجيء الصباح و تلتقي بصديقتها المقربة حتى تحكي لها عن كوابيسها المتلاحقة، فتفسر لها صديقتها قائلة : " بصراحة إنتي معيشة روحك في ستراس و قلق مستمر " 


    تتأمل وجهها مليا عليها ملامح الاستنكار و الاستغراب شديدين و تجيبها " أنا ؟؟؟ أبدا " ...



    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    jeudi 6 octobre 2011

    كيفاش نكتب في حكاياتي ؟؟؟ -1- حكاية بيت شعر



    الساعة مرحبا بيكم، الناس إلي موسعة بالها و تقرا فالخرم إلي نكتب فيه، و الناس إلي ما لاقية ما تعمل و تعبي في وقتها بالريق الفارغ إلي نحكي فيه  ( هذا دابري واحد من أصحابي المقربين إلي ماهوش مقتنع كيفاش واحد يقعد يضيع في وقتو و يكتب و ينتظر أنو الناس تقرالو )  و زادة الناس إلي يعجبها الشي إلي نكتب فيه ... صحيح أني عادة نبدا نهز و ننفض، أما والله ساعات نشهدلي :) عندي صيفة زنس أفكار ساعات :) ... على كل حال، لحكاية هاذي بديت نكتب فيها الستة متاع الصباح على خلفية شوية مسودات كنت كتبهم قبل و نلقاهم مطيشين في تركينه من تراكن لورديناتور ، مانيش عارف كيفاش أما عارف علاش كتبتهم ( و نكذب عليكم كان نقولكم أني عارف شنوا باش نكتب أما هاني نهدرز و اكاهو ) ...

    أول ما لقيت، لقيت السطور هاذم : " يقول لها : أحبكِ .. تقول له : أحبكَ ... يسرح يفكر في غيرها .. تسرح تفكر في غيره ... وبمحض صدفة .. يلتقي تفكيرهما في مكان ما ... فتسلم غيرها على غيره تحب غيرها .. غيره ... هو يبقى وحيدا .. هي تبقى وحيده " ...  أول ما قريت السطور هاذم تفكرت اللحظه إلي كتبتهم فيها، و الإطار الزماني و المكاني و سياق الأحداث زادة :

    كنت في عامي لاول من تحضير الدكتورا في الدنيا متاع البترول و التخزين ( و إلي بعثتها تقود مبعد ) و عندي " directeur de thése "  ناشط أكثر ماللازم، كل يوم نلقاه سابقني لللابوراتوار لين شكيت فيه أنو يبات غادي، على كل حال،ذات يوم نشرنا مقال علمي في ملتقى دولي باش يصير في لوزان في سويسرا، و تم قبول المقال و كان المفروض " عرفي " هو إلي يمشي على خاطر هو ال " premier auteur " و أنا الثاني، أما هو لأسباب عائلية ( و إلي إلى يومنا هذا مانيش عارفها على خاطر هو ديجى عمرو آش و ستين، ما عندوش أولاد، و مرتو دكتورة متاع فلسفة في السوربون ، معناها باعثتو يقضي أكثر مالي باعثة الكون الميتافيزيقي ) تعذر عليه الذهاب ( الكلمة هذي تفكرني في سماحة المفتي كامل الدين جعيط و مانيش عارف علاش كان هو يقولو عليه سمح ؟؟؟ ) دونك رستلي أنا نمشي.


    الكونفيرونس مازال عليها جمعة و أنا لا قصيت لا أوتيل و لا طيارة، و باعتبار كرهي النسبي للطياره، دخلت السيت متاع "التي جي في " باش نشوف ثماش " تي جي في " يهز ديراكت للوزان، منها نكون مرتاح في المخطر و منها نتمتع بالمناظر الخلابة متاع الثنية من باريس مرورا بفيينا وصولا إلى لوزان ... أما الشي إلي عجبني هو أني لقيت بلايص في ترينو يعرف بال " téoz " و هو ترينو ما يفوتش سرعة 80 كم في الساعة أما فيه جميع وسائل الراحة من بيت خاصة و سرير و مطعم و سيرتو التواليت :) ... و الباهي زادة أنو سومو أرخص من " التي جي في " ( بالرغم أنو اللابو  باش يرجعلي جميع المصاريف ) ... قصيت و ريزرفيت لوتيل و تعدى بقيت الأسبوع في هدوء و سعادة و هناء و في رغد العيش زادة :)



    جاء اليوم الموعود، فرحتي أني مانيش باش نمشي للبيرو أكبر من فرحتي بالمشية لسويسرا ( على خاطر ديجى كنت فيها ما عنديش برشا )، حضرت فاليجتي فيسع نهار السبت في الليل باش نخرج نهار الأحد الصباح بكري ... وصلت  ل " gare de lyon " قبل الوقت أما موش ببرشا، دوب ما ترشفت قهيوة و بداو ينادو للرحلة، حطيت الفاليجة في بلاصتها و استويت على مقعدي، من محاسن الصدف أنو جات في الكرسي إلي بحذايا أنسة جميلة : موش شديدة الجمال على خاطر نعرف شكون أجمل منها ببرشا، أما إبتسامتها حلوة، وقت لي تتبسم عيونها يتسكرو ( و هذي من أبرز مواصفات الجمال عندي )، و قبل ما تقعد اعتذرت مني بلهجة فرنسية رشيقة خالية من الابتذال متاع شباب تو على خاطر ضربتلي ركبتي بساكها ... إبتسمتلها و رجعت نقرا في كتاب علاء الأسواني الجديد وقتها " شيكاجو " ... جا قعد بحذانا واحد آخر اكتشفت بعد تبسيمه منها و لمسة منو كملوهم ببوسة خفيفة أنو صاحبها ... تحشمت على روحي و خليتلو بلاستي، ما رضيتش لروحي أني نكون عذول و نعمل معاهم كيف ما كان يعمل واحد نعرفو معايا :  ما يجيه الحديث على الكورة و انتدابات الإفريقي كان وقت لي كان يشوفني أنا و بنت حومتي إلي كنت نركح فيها وقت لي نقرا فالسادسة إبتدائي ... كنت قاعد مقابلهم نلهي في روحي بالكتاب، لكن ديما نبعث عيوني يعملو في طلة باش يتأكدو أنو الأمن مستتب عند الجيران المحبين ولا لا ... ما مشيناش حتى ساعة م الزمان، حسيت أنو الوضع بدا يتكهرب ما بيناتهم و مانيش عارف علاش ( أما الشي إلي متأكد منو أنو أصل العركه على خاطر تسكرة حفلة متاع فرقة AC-DC ... ) أما باعتبار أني عربي تونسي مدنيني يموت على تقصي الحقائق ( هاني حطيت البند لول مالدستور باش ما يقولوش ملتف على الثورة )، كسرت وذني و فهمت أنو موش عاجبها كيفاش يصرف في فلوسو على حاجة مالها معنى بالرغم من أنهم يستنو في "بي بي"  و لازمهم يقتصدو شوية، أنا سيبت المشكلة و قعدت نتفرج عليها هي : تي كيفاش حبلة ؟؟؟ صحيح بطنها منفوخة شوية، أما أنا قلت هذا مالدبش متاع الشتا، مستحيل كان نجيبها فيها !!! شبيه كان عندنا نحنا المرا وقت لي تولي حبلة تولي ما تشبه لشي : كل شي فيها يتنفخ، تولي تمشي بالمعوج، يجوها هاذوكم الدور لكحل في وجهها، تحني ساقيها ( قول هذا إرث متاع تقاليد، أما حطيتو جيست على خاطر نكره الحنة ) ؟؟؟؟؟ 


    بدا يعلى صوتهم بالشوية بالشوية، قلتلهم : " يا أولادي صلو على النبي " ( أما بالسوري، و حتى حد ما يسألني كيفاش قلتها )، شافولي الزوز على فرد جنب ياخي رجعت لكتابي و أنا مكسر وذاني، هو هز روحو وندرا وين مشى، و هي حطت راسها بين إديها و قعدت تخمم، أنا كفيت خيري شري خير ما تزيد تشوفلي بالنظرة متاع مبكري ... جا واحد يدور يلوج على بلاصة، سألها على البلاصة إلي بجنبها، و في موقف فاجئني ( و فاجأها حتى هي نتصور ) قالتلو فارغة !!!! هو كان نجو للحق، الراجل عندو الحق يطلبها هي على البلاصة و أنا ما يسألنيش، بربي باش يسيب واحدة كيف هذي و يجي يقعد بحذا وجه لوح كيفي علاش ؟؟؟ هي نحت عليها امارات الحزن و العصب، تبسمت و بداو عيونها يلمعو في لمعة شر، سألتو على إسمو، هو ما صدق جبدلها الجد لول متاعو و منين جا و فاش يعمل و شنوا يخدم، و مبعد قاللها " و عازب " ( بالسوري طبعا ) .... تبسمت و هبطت راسها ( زعما زعما فهمت القصد متاعو )، هذا لكل و أنا نتبع و فمي محلول مانيش مصدق ... هو عجبتو لحكاية بدا يحكيلها و يجبدلها على بطولاتو، و كيفاش فاتو الترينو و لحق عليه في آخر لاحظة هذاك علاش ما لقاش بلاصة، و كيفاش أنو بالزهر عندو زوز تساكر لمعرض الشكلاطة في "فيين" و يستدعيها باش تمشي معاه ... أنا وقتها سيبت كل شي و قمت نحوم على صاحبها ( الأصلي ) في الفاجونات " يا بو قلب باش يفصعولك بالمرا و إنت عاملي فيها متغشش !!! " ... أما فص ملح و ذاب ... رجعت نجري باش نواكب النقاش و نعس عليه بالكش يفوت أداب اللياقة، نلقاه هو يحكي  و هي تسمع، يحكيلها كيفاش يؤمن بالحب من أول نظرة، كيفاش أنو القدر هو إلي خلاه يجي يقعد بحذاها ( والله يكذبن شفتو من أول الفاجونه كيفاش مقمرها ) ... هي قاعدة تهز في راسها و تحط من غير أي رد فعل، كأنها تعس عليه فاش يقول، شادتلو جارد ... هو لقاها ساكتة، كمل يحكي و بدا يجبدلها على قراءاتو و هواياتو، و المغنيين المفضلين متاعو ( أنا راسي وجعني من حديثو، تو ثلاثة سوايع و هو يحكي و ما تعبش، و زيد ما قهرني كان صاحبها ( الأصلي )، وين مشا الكازي ؟؟ ) .... يحكي يحكي يحكي لين سمعتو قال " AC-DC " ... هي تقول ضربها الكورون، هزت عيونها في و تبسمت، عرفت وقتها أنها مشلقه بي أني نتابع في الحوار ( إلي في الواقع مونولوج )، قعدت إتبع في كلامو كان بالفريسة، أما عيونها و فكرها ندرا وين سارحين.



    الراجل بعد تقريبا ثلاثة سوايع و نص حديث ريقو شاح، استأذنها باش يمشي للبار متاع التران يجيب حاجة يشربها ... ما ثماش  دقيقتين ملي قام، لين جا صاحبها ( الأصلي )، هو بدا باش يحكي ( نتصورو كان باش يعارك حسب ملامح وجهو )  و هي وقفت و بدات تبوس فيه و تقلو " سامحني، صحيح لازمني نفهم أنو عندك هوايات، أما والله لا كيفك حد، أنا راضية بيك كيف ما إنت ... نحبك أنا " ... تبسم و باسها ... قعد في بلاستو و عنقها، شد بإيدو لخرا إيدها و قعدو يحكو ... جا صاحبنا إلي مشا يجيب في حاجة يشربها يلقى بلاصتو شاددها صاحبها ( الأصلي )، قعد يتفرج مستغرب ياخي قالتلو " نعرفك على راجلي، ندرا وين وصل و هاهو جا " ... عمل شطر دورة، و مشا يجر في أذيال الخيبة ... و أنا جبدت الكنش متاعي و كتبت : "  يقول لها : أحبكِ .. تقول له : أحبكَ ... يسرح يفكر في غيرها .. تسرح تفكر في غيره ... وبمحض صدفة .. يلتقي تفكيرهما في مكان ما ... فتسلم غيرها على غيره تحب غيرها .. غيره ... هو يبقى وحيدا .. هي تبقى وحيده " ...

    المرة الجاية نحكيلكم كيفاش كتبت " أرفع للسماء رأسي .. أعلا .. فأعلا ... لأدرك ثلاث حقائق ..  فأولا انا جائع وثانيا الغيم طري  وثالثا أنا احبك "




    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي