• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • vendredi 30 décembre 2011

    كيفاش نكتب في حكاياتي ؟؟؟ -2- : حكاية صحفة اللبلابي في "بال فيل"



    نتفكرو كان نهار جمعة، كملت الخدمة في البيرو و خرجت روحي في خشمي فادد و ما عيني نحكي مع حتى حد بعد جمعة معبية بالخدمة و بالعكس زادة ... الدنيا كانت باردة ( أوائل شهر جانفي ) أما موش البرد إلي مستانس عليه، الدنيا معبية بالثلج و البياض يغطي الأفق ( هكا وصف مصطفى لطفي المنفلوطي باريس في أول زيارة لها ) ... لبست البرطوطة متاعي ( البوني ) و غميت على روحي بالكشكول، حطيت، حسب ما نتفكر، غناية " ما عندكش فكرة " متاع وردة في وذاني و خليت ساقيا يهزوني وين يحبو هوما، ما عينيش نخمم ولا نخدم مخي  على خاطر ديما "يجب اللذي يجب" ( عملا بمقولة محمود درويش في قصيدة مديح الظل العالي ) 

    " ما عندكش فكرة ... أنا إزاي في حبك ... بأضحي كتير "

    هبطت في الحفرة متاع الميترو و حطيت "الباس نافيجو" ( الإشتراك متاع النقل العمومي ) على الماكينة، عمل صوت البيب المعتاد و تعديت، نلقا روحي راكب في ميترو عدد 2 من غير ما نشعر و وقتها بركا عرفت روحي وين ماشي : في برد كيف هذا ما تنفع كان صحفة لبلابي في " بال فيل " ... رجعت فيا الروح شوية و بديت نبروڤرامي شنوا باش نزيدها الصحفة : بزايد تن، و صحن طرشي، و عظمتين و نقطر قطرات خل و كان نلقا عندو بريك ناكل كعبة و نعصر عليها بزايد قارص و بديت ندندن مع وردة ...

    " بحبك ... لوحدك ... من الدنيا ديا ... لأنك هوايا "

    خرجت مالميترو و طلعت مالحفرة بحذا قهوة " الفايوز "، عرضني سمير صاحبي ( كان في يوم من الأيام عرفي في مدنين، علمني صنعة الصياغة و الذهب و قعدت نخدم معاه حتى لين حرق هو لفرنسا و أنا بعدو بعام كملت قرايتي و خرجت زادا باش نكمل قرايتي ) قاعد في القهوة، سلمت عليه هو و الجماعة إلي قاعد معاهم، بعد السؤال على الصحة و الأجواء العامة قالي أقعد أشرب قهوة، حكيتلو حكاية صحفة اللبلابي و كيفاش أنو " اللبلابي هو الحل و ليس المشكل " ... شديت فيه الصحيح هو و صحابو باش نعملو لكل صحفات و أنو ما ينجمو يقاومو البرد هذا كان باللبلابي، أما البرد إلي لبرا فشلهم، تفاهمنا باش نتقابلو بعد ما ناكل و نكمل ...


    " أيوه أيوه أيوه ... أيوه يا أغلى الناس في عنيا... أيوه يا كل الناس أيوه "

    و أنا متعدي عرضتني الكابينة متاع التليفون العمومي، و في شوارع "بال فيل" كل زوز كابينات تلقاهم لاصقين مقابلين بعضهم ... توحشت الوالدة قلت خليني نكلمها نسمع صوتها و نسأل على أحوال العايلة بأرخص الأسوام ( على خاطر التكليم مالكابينة يتكلف أرخص مالبورتابل )، نحيت جواندواتي و حليت باب الكابينة و دخلت، سكرت الغناية إلي كانت تمشي في أوذاني، بديت نلوج في الريبيرتوار على نومرو أمي ( ماني حافظ حتى نومرو إلى يومنا هذا ) و حطيتالبطاقة البنكية في الماكينة، بديت نكومبوزي في نومروها لين شفت راجل شايب في الكابينة إلي مقابلتني : كان لابس مارساياز، الشعر لبيض خارج من حواشيها، ينفخ فالدخان من خشمو، شادد بإيد سماعة التلفون و متكي بلخرا على الماكينة و بين صوابعو سيجارو  قريب يطفى ...


    إلي جبدني ليه موش مظهرو، أما الدمعة الهابطة من عينو و ما بانت كان وقت لي تعكس عليها ذو الكراهب إلي متعدية ... قعدت نتفرج عليه مين غير ما يحس بيا و هو ما بطاش، حط السماعة في بلاصتها و دز باب الكابينة باش يخرج، أنا من غير ما نخمم جبده الكارطة متاعي و دزيت الباب و خرجت وراه، وقت لي وصلت بحذاه جبدت من جيبي كعبة موشوار و قتلو :
    - Tenez Monsieur ...
    - يعيشك ولدي يبارك فيك ...
    - تونسي عمي ؟؟ ( ما جاوبنيش ) ... كنت نستخايلك فرنساوي هاذكا علاش ...
    - يا ولدي لبلاد هذي قد ما تعيش فيها تبقى ديما غريب ... ( و نفر خشمو في كعبة الموشوار إلي هزها مني )
    - وين ماشي تو ؟؟ كان ما عندك ما تعمل كان تحب نشربو حاجة ( نسيت وقتها اللبلابي و موعدي مع سمير و كل شي ) !!!
    - أنا بطبيعتي ماشي ... 
    و قعد يشوفلي في نظرة عجيبة ما فهمت منها كان أنو يحبني نمشي معاه و ما نخليهش وحدو أما موش منجم يصرح بالشي هذا ... مشينا حتى لين وصلنا لبار متاع واحد تونسي، دوب ما قعدنا جاه كاس " باستيس " و قالي السارفور " شنوا تشرب ؟؟ " ياخي كيف العادة طلبت إكسبريس سيري ... دوب ما مشى الراجل تلفتلي الشايب و قالي :
    - عمك البشير عشت 13 سنة في مارساي، وليت حتى في الشراب ما انجم نشرب كان شرابهم ... إنت منين و شنوا تعمل هنا في فرنسا ؟؟
    - أنا كيفك تونسي، من مدنين، و نخدم مهندس هنا في باريس...
    - ربي يبارك و يزيد، أي و علاش ما بقيتش في تونس ؟؟؟ موش خيرلك !!!!
    - ما لقيتش غادي الشي إلي نعمل فيه هنا عم بشير، على كل حل ربي يخفف غربة كل مومن، و تبسمتلو باش يطمانلي، ... أما ما تقوليش علاش حزين عم بشير ؟؟
    - إيه يا ولدي ... إلي تعدى على الصلعة هذي، و نحا المارساياز، حتى واحد ما ينجم يتحملو ...
    - تي ربك يفرج الكرب ... إنت وسع بالك و أكاهو ...
    أنا جاتني قهوتي و هو ترشف من كاسو و قالي 
    - أكيد مستغرب كيفاش شيباني كيفي و دمعتو تهبط ... و نعرفك مستغرب زادة كيفاش واحد في "بال فيل" يستدعاك باش تشرب حاجة من غير ما يعرفك ( و بالحق ما يعملها حتى حد الفازة هذي و أنا ديجا مستغرب منها ) ... أما هاني باش نوسعلك خاطرك و نهنيك : كنت نكلم في خويا بنتو ولدت و جابت ولد سماتو بشير على إسمي، و زادت هبطت دمعة من عينو و سبقها بالموشوار، أنا يا سيدي جيت لفرنسا عام 80 ، و من عامتها ما روحتش ... 

    أنا جيت باش نحل فمي و نسألو و هو سبقني بالكلام :

    - من غير ما تسأل، نعرفك باش تقلي علاش ما روحتش، و وينهم أهلي، و كيفاش انجم نصبر هذا لكل و ما نشوفش بلادي و عايلتي ... !!!! خرجت مالبلاد عمري ثلاثين عام، كنت نخدم كونترولور في الكار في تونس العاصمة، كل صباح نخرج مالدار مع الخمسة متاع الصباح، نستعوذ  مالشيطان و نتوكل على ربي، نشد الكار متاعي، نعدي سويعات الخدمة و نروح نلقى أمي تستنى فيا هي و الحاج إلي إيديه الزوز تقصو وقت لي تفرقع عليهم لغم أيامات إلي يخدم في الفلاحة في البلاد، و وشوشلي " ماهو أصلنا من مجاز الباب "، يروحو خواتي الزوز، واحد حداد و لاخر شادد العطرية متاع الوالد، تلمنا الطبلية متاع الماكلة و براد التاي بعد ما نكملو ... حياة عادية كيف أي عيلة بسيطة في تونس العاصمة ...
    - أي حتى لهنا حلو عم بشير، شنوا إلي صار باش يخليك "تهج" ؟؟
    - يا ولدي شبيك ما تصبرش، تي أنا مإلي شفتك تحرك في السكر متاع القهوة عرفتك تموت على التفاصيل، عمري ما ريت واحد يبقى يتفرج على طابع السكر كيفاش يذوب في الفنجان كيفك، هذاكا علاش هاني نعطي فيك فالتفاصيل، أي ماهو حب ربي أنو الإدارة تبدلني و تحطني نخدم على خط سبيطار النسا " عزيزة عثمانة "، تعرفو ؟؟ (ياخي أنا هزيت براسي)، ثمة وحدة كل يوم تركب في الكار : تلبس في سفساري، يبانو خصلات شعر مستحمرة فوق جبينها، ديما تطلع من أول محطة، تقلي " صباحك بالخير "، تخلصني و تشد البلاصة  إلي بحذايا لين توصل السبيطار تهبط ... أنا كنت نستخايلها تخدم فرملية غادي على خاطر ديما ريحتها فايحة وقت لي تتعدى ... طالت المدة و أنا نشوف فيها كل يوم لين ربيت عليها الكبدة ... نهار كلمت سالم الشوفور متاع الكار قتلو راني باش نهبط في عزيزة عثمان عندي قضية  و فالرجوع يتعدالي، هي هبطت و أنا هبطت في جرتها، وقت لي وصلتها قلتلها


    "أختي، سامحني !!" هي تلفتت و قالت " شكون، بشير ؟؟؟ " !!! أنا بهتت كيفاش عرفت إسمي أما ما حبيتش نبقى ساكت، قلتلها " أي بشير، إنجمش نعرف إسمك، والله نيتي طيبة و نحب ندخل الديار من أبوابها " ... طبست راسها و قالتلي " وردة " ... أنا وقتها قلبي بدا ينڤز في بلاستو مالفرحة، الطفلة قالتلي إسمها و ديجا تعرف إسمي ... قلتلها " أي و وقتاش انجم نشوفك خارج أوقات الخدمة ؟؟ " .. هي هزت راسها متعجبة و قالت " أما خدمة ؟؟ " .. ياخي بنفس التعجب سألتها " موش تخدم في السبيطار ؟؟" ... إطرشقت بالضحك و قالتلي " إنت ماهو تشوف فيا كل يوم ماشية جاية تسخايلني نخدم هنا !! أنا ما نخدمش، بنت دار، أما عندي أمي راقدة هنا، حاشاك عندها المرض الخايب، كل يوم نجي نبقى بحذاها حتى للعشية نونسها " ... أنا وقتها تأسفت و هبطت راسي، لين سمعت سالم يزمرلي في المحطة، تفهمنا باش نتقابلو غدوة لعشية بعد ما تخرج هي و نكمل أنا الخدمة ...
    - أي حتى لهنا حلو عمي بشير .. وين المشكلة ؟؟
    - إنت باين عليك ما تحبش التفاصيل، والله لما نمشيلك للخر (أنا حشمت كيفاش نشد الصحيح و سكتت :( ) بقينا نتقابلو لمدة 8 شهور و عرفت أنها من عيلة متوسطة و أنو ما عندهاش إخوة و بوها يخدم في معمل " ستيل " متاع الحليب ... صرحتلها بنيتي بالزواج بيها و وافقت، أعلمت الوالدة و هي قالت للشيباني و تفهمنا على نهار باش نمشو نخطبو ( الشايب مشى شاف بوها و تفاهمو على دقائق الأمور على خاطر يحب يفرح بها قبل ما أمها ياخذ ربي أمانتو منها  ) ... أما، و لسوء الحظ، توفت أمها قبل ما نمشو لدارهم بنهارين، عزيتها و حاولت نواسيها ... بعد الأربعين مشى الشايب باش يشوف بوها و يزيد يحكي معاه على تأجيل الخطبة، ياخي قالو موش وقتو على خاطر هو ناوي يعرس و ما ينجمش يبقى وحدو في الدار ... وردة ماعادش نشوف فيها على خاطر ماعادش عندها سبلة باش تخرج، و وقتها ما ثماش تليفونات ... بعد شهر سمعت أنو بوها عرس ( باعتبار أني كل يوم نصقسي في حومتهم ) ... بعد ما عرس بوها تقابلت أنا و وردة بالصدفة و حكتلي على مرت بوها كيفاش تعامل فيها و أنها تخمم باش تهج، أنا قلتلها وسع بالك و حول تكسب ودها و عن قريب نعرسو و ترتاح منها ( و يا ريتني ما نصحتها ) ... بعد جمعة بالضبط جاني الوالد و قالي " وليدي شوف بنت حلال أخرى، راهو عمك عبد السلام ( بو وردة ) عطا بنتو لواحد في حالو و عندو شوية أملاك و طلع موش قد كلمتو " ... بابا كمل كلامو و أنا مشيت نجري لحومتها، نلقى بوها مروح مالخدمة، بديت نحكي معاه و نسأل فيه ياخي تقبح عليا ... كلمة مني كلمة منو جبدت البوسعادة متاعي و حكيتها فيه و هربت ( بعد ما سوادت الدنيا في وجهي ) ... بقيت متخبي نهارين مانيش عارف شنوا نعمل، خويا لكبير قالي نمشي نخبي وجهي عند عمي في فرنسا عام ولا زوز و هو تو ياخذلي كونجي "صان صولد" ( وقتها كانت فرنسا بلاش فيزا ) ... بعد ما جيت صدر عليا حكم ب 13 عام حبس، ما نجمتش نرجع فيهم للبلاد ... و زيد في فرنسا ما عملتش الأوراق، توفى الوالد عام 1990 و لحقتو الوالدة العام إلي بعدو و زيد وردة خذاها راجل أخر ما عاد عندي ما يربطني بتونس كان إخوتي، و زيد كان نخرج من فرنسا ما عادش إنجم نرجعلها ... هوما كل مرة هاهم يجو يطلو عليا و أنا نسمع في أخبارهم بالتليفون ...

    أنا قعدت مبهم، جيت نترشف في القهوة نلقاها كملت ... هز عم بشير عيونو فيا و قالي :
    - القهوة كملت، و الحكاية إلي جيت إنت على خاطرها كملت، عندي ما نعمل تو، كان تجي كل يوم الوقت هذا تلقاني هنا ... هيا في لامان ولدي ...
    جا باش يخلص حلفت عليه و خلصت القهوة و كاس الباستيس متاعو ... خرجت ندز في ساقيا و مخي ضايع، نلقى حفرة الميترو قدامي هبطت، عديت "باس النافيجو " في الماكينة و تعديت، بعد ما شديت بلاصة في الميترو جبدت السماعات و حطيتهم في أوذاني و حليت الغناية قالتلي وردة :

    "فوق الحب ...  بحبك حب ... لو قسموه على كل جراح الدنيا تطيب ... و إنت حأقولك مين في حياتي، ما إنت أحب سبب لحياتي "


    بي أس : بويسك ما كليتش اللبلابي إلي مشيت على خاطرو ل " بال فيل"،  كي روحت طيبت عجة، و سمير إلي وعدتو أني باش نرجعلو كلمتو باش نعتذر و حددت معاه موعد آخر من غدوا




    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    jeudi 22 décembre 2011

    حبيب" ... في أمان الله"



    كنت بدأت حكاياتي عن حبيب هنا 

    لم أكن هناك ... عندما خرج إسمي بين شفتيه سائلا عني، لم أكن هناك ... عندما إبتسم إبتسامته الأخيرة، لم أكن هناك ... عندما تحدث لمعز عن خصامي معه حول أي الفرق الرياضية أجدر بالبطولة الإسبانية، لم أكن هناك ... عندما نشب بينه و بين أفراد من الحي المجاور عراك، لم أكن هناك ... عندما إشترى سيارته الجديدة و اصطحب " سفيان " و " معز " إلى عشاء فاخر من المشاوي في " النفاتية " لم أكن هناك، كنت في الغربة أمني نفسي باللقاء القريب ... عندما مرضت أمه و سيارته معطبة و هاتفني كي أسعفهما، لم أكن هناك، كنت بعيدة عن مدنين أكثر من 200 كم ... عندما دشنت " قهوة المرشي " آلة القهوة الجديدة و شرب هو و الأصدقاء أول أقداح قهوة لها، لم أكن هناك ... عندما تزوج سفيان و بدأوا،هو و معز، حفل العرس بألعاب نارية تتحدث عليها حاضرة مدنين إلى يومنا هذا، لم أكن هناك ... عندما كسرت رجلي و أنا في الخامسة عشر من عمري كان يحملني فوق ظهره كي نتفرج على مقابلات " أولمبيك مدنين " في الملعب، و عندما كسرت يده، لم أكن هناك ...   

    سيطول خيط الذكريات إن حاولت أن أبتعد بتفكيري أكثر من هذا و كلما تذكرت شيئا زادت لوعتي و حرقة كبدي ... إنتقل إلى جوار ربه صديقي " حبيب " صبيحة أمس، الاربعاء 21 ديسمبر 2011 عن عمر يناهز الواحد و الثلاثين عاما و لا يسعني في هاته اللحظات إلا أن أتذكر قصيدة الدكتور الشاعر " غازي القصيبي " التي قال في سطورها : 

    وعنـدمـا..يموت واحدٌ من صحـبـنـا 
    يمـوت بعـض قـلـبـنـا 
    ثـم نعود بعد أن يجـفّ دمـعـنا 
    لـدربـنـا 
    للضّـجر اليـوميّ ..والرغـبة..والإعـيـاء 
    وفجـأة... 
    في دفـتر الهـاتف يطـفو اسـمـه أمـامـنا 
    ونلمح الرقـم على الصفـحة.. 
    مغـمورا بمـاضي حـبّـنا 
    وباليـد المرتـجـفة 
    نشـطـب رقم الهـاتف الصـامت.... 
    من دفترنا المسكون بالضـجّة والأحـياء 
    نودعـه ذاكرة الأشـياء 
    وفجـاة... 
    نذرف دمـعتـيـن 
    لأنّـنا ندفن من نحبّـه مرتين

    إن لله و إن إليه راجعون 


    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    samedi 10 décembre 2011

    الصداقة في زمن الخرا

    الأحداث واقعية أما أسماء الشخصيات غير صحيحة لاجتناب التأويلات 

    و أنا قاعد نقرا في كتاب " الحب في زمان الكوليرا " متاع جابريال جارسيا ماركيز للمرة الثالثة في حياتي، تليفوني فابرا بحذايا على الطاولة، موش من عوايدو يكلمني في الوقت هذا :
    - الو، أهلا زياد، إنت وين تو ؟؟
    - أهلا حبوب هاني فالدار، هذا وين روحت، لباس ماهو ؟
    - أي فاضي ولا لا ؟
    - كان حاجة تستاهل نفضالك، ياخي إنت وين ؟؟ ماكش فالخدمة ؟؟
    - خليت الصانع غادي، سفيان يستنى فيا في القهوة، تعدالو إنت و أنا عندي ما نقضي و نجيب معز و نجيكم 
    - يا ولدي لباس ماهو ؟؟ أش ثمة ؟؟
    - إنت جوست ما تخليش سفيان يستنى و تو نحكيلكوم 
    - ( صار حتى سفيان ما فيبالو بشي، باين عليها لحكاية فيها إن ) باهي مالا، جوست نبدل دبشي و نمشيلوو  ...

    طيشت لكتاب لداخل و هزيت مفتاح الكرهبة و خرجت ماشي للقهوة باش سفيان ما يستناش برشا ( سفيان صديق عرفتو وقت لي نقرا في الثانوي، ترينينا مع بعضنا و من وقتها ولينا أصحاب بالرغم من أنو أكبر مني، و تو يخدم طبيب ) ... أنا تعديت نلقاه ماشي فالثنية زفرلي، حبست و جا يجري ركب، بعد السلام قتلو : 
    - تحبش نعملو دورة ولا نمشو للقهوة ديراكت ؟؟
    - لا لا ... تعدى للراي أونو ( حومة في الحارة ) عمتي مبروكة باش ندقلها زريقة
    - باهي أما ما تبطاش، كان يجي حبيب للقهوة و ما يلقاناش تو كشاكشو تطلع، ماك تعرفو !!!
    - يا ولدي فيسع فيسع ...
    دوب ما وصلنا هبط يجري دق على الباب، و دخل من غير ما يستنى ( عمتي مبروكة مرا كنا نشرو من عندها فالبريك في رمضان وقت لي كنا صغار، عندها بنية و وليد تربي ربتهم وحدها، عرست للبنية و لوليد ولا يخدم في الحماية المدنية و حتى هو على أبواب عرس، و لكلو م البريك و الكسرة و تطريز السوريات العربي و الزرابي ) ... أقل من دقيقة نسمع فيها تنادي " يا زياااااد ... يا زياد وليدي " ... دخلت بالسيف على خاطر نعرفو سفيان قاللها بإلي أنا لبرا و منك باش نوخرجو من عندها فيسع. دوب ما دخلت قالتلي :
    - كهو !!! عملت لحية و طولت شوية تستخايل روحك كبرت على عمتك مبروكة ؟؟؟ طبس هات خشيم ( البوسة العميقة إلي ياخذوها لعزايز من الصغار )
    - شي يا عمتي والله، تي الجمعة إلي فاتت كنت هنا ( و أنا نطبس عليها باش نبوسها ) أما إنتي ظهر فيك كبرتي و وليتي تنسي 
    - اممممممممماااههه  
    - والله ما بقو فيك كان الشفايف صحاح :) :) آه، إيش عامل فيك السكر ؟؟ وإنها سمية تكلم فيك ولا لا ؟؟ موش قتلي المرا إلي فاتت هذا شهرها ؟؟
    - مادام سفيان ينقب فيا بالزرارق كل يوم مادام مانيش لباس، ماهوش حابب يبدلي الدوا، تي جارتي "غالية" طبيبها عاطيها حرابش و شادة الريقلة امورها واضحة ... ندرا طبيبها خير من سفيان ؟؟
    - لا ما تقول هالكلام ... سفيان ما كيفو حد راهو، ما تتفكرش وقت لي نجح فالباك قداش إنتي شطحتلو، و قتلو " كان تولي طبيب ما نداوي كان عندك إنت " ... إحملو، كيف ولدك راهو ...



    شاخت بالضحك و نشوف فيها بدات تهمز فيه ملوطا ياخي قام سفيان قال :
    - أي على الأقل أنا هاني وفيت بوعدي، و إنت فاش تعمل ؟؟ 
    وقتها عمتي مبروكة قعدت و صلحت الفولارة إلي على راسها و قالت :
    - لا رد بالك، زياد ما عملي السكر كان هو، وين يروح من فرانسا يجيبلي شكرا شوكلاتة و حلوة و فستق ... تي حتى التاي لخضر يجيبلي فيه 
    اطرشقنا بالضحك، سفيان مشى طيش الزريقة في الزبلة و جاني 
    - هيا قوم موش قلت مزروبين ولا حلالك الميعاد ؟؟ 
    بقينا عمتي مبروكة على خير و مشينا للقهوة، نلقو معز غادي سألو سفيان :
    - وينو حبيب ؟؟
    - وقت لي جينا ما لقيناكمش حطني باش نستناكم و نشدكم باش ما تمشوش، و هو مشا باش يهني على الصانع و يسكر الحانوت و يجي  
    - أي و هو شبيه ملمدنا لكل عن حين غرة ؟؟
    - والله لا نعرف حتى أنا ما حب يحكيلي شي، قعد يحكيلي على الجماعة إلي ضربوهم في راس الجدير و حرقو العلم  و كيفاش في لخر سكرو الحدود ... تي وينو زياد ؟؟
    أنا شادد ثلاثة قهاوي و جاي نفارع فيهم :
    - ماهو كان ما نجيبلكمش قهاوي إنتم ما تتحركوش، على الصل شدو علي !!!
    أحنا مازلنا نحركو في السكر و حبيب وقف لبرا و بدا يزمرلنا ... أنا الواقع قلتلهم ماني نايض كان ما نشرب القهوة، عالأقل نعملو حاجة تستاهل، ولا نعدوه نهار كامل جري ؟؟ مشا سفيان قعد في البلاصة  لولة ( ساقيه طوال ) في كرهبة حبيب و أنا سكرت كارهبتي و خلتها بحذا القهوة و توكلنا ...
    - وين ماشيين يا ولدي ؟؟ سألت حبيب 
    - هنا ماشيين لدار معز ... ما ثمة حتى حد غادي ماهو معز ؟؟
    - يا ولدي الدار دارك، مرحبا بيكم، أما كان قلتلي بإلي ماشيين غادي راني نظفتها، تي تقول عليها كوري 
    وصلنا فيسع على خاطر الدار موش بعيدة، معز مشا حل الباب و قاللنا زوزو، حبيب حل المال متاع الكرهبة و هبط قفة  الله أعلم على محتواها ... معز يخدم أستاذ، بوه و أمو توفو في حادث في الحج عندهم قرابة 4 سنين و من وقتها و هو عايش وحدو في الفوضى متاعو، كان حنت عليه عمتو ولا خالتو نظفولو الدار كان بها، سي نون حتى وقت لي حب يجيب مرا تنظفلو، ما لقى حتى واحدة و السبلة ديما هي هي : "راجل عازب، ما نمشيلوش وحدي " بالرغم من ما عرف به من دماثة الأخلاق  ( قداش تعجبني الجملة هذي ). لمدت الكواغت المطيشة و سفيان جاب جراري و فرشهم لوطا و حطينا قناة " روسيا اليوم " نشوفو شنوا ثمة جديد فالدنيا ( باعتبار أننا لكلنا من معارضي الجزيرة و ما تبعها من صحافة الخرا ) ... 
    سفيان مالناس إلي ما تحبش الأخبار برشا ( م إلي تفرج على إلي صار في غزة عام 2009 كره السياسة، قال ما فيها كان الكبي )، أما لقانا نحنا وين نقعدو ما ناحكو كان على سوريا ولا ليبيا ولا حلف شمال الأطلسي إلخ إلخ ... ولا و إتلز باش يتبع شوي، شعل سيجارو و بدا ينقش في ظوافرو مالسواد متاع الجريس إلي فيها على خاطرو يخدم ميكانيسيان و يحكيلي :
    - توا يا زياد حبيب جايبنا نجرو، سيبنا إلي ورانا و قدامنا باش تحطلي لخبار ؟؟؟ موش لوجيك راهو !!!
    - أش باش نعملولو، ماك تعرفو، ما يضويش، و زيد باين عليه موش في جوو بلكل ... ربي يقدر الخير ...  و إنت كان موش عاجبتك لاخبار، نوض تقعد، برا مع حبيب هوينا فالكوجينة
    - أييييه ... أنا إلي جبتها لعمري، أش لزني نحكي معاك !!!
    و شعل سيجارو و طيش علي الباكو الفارغ يشري فالشبوك لين جا معز و قال 
    - فرش اللحاف يا سفيان، الحبيب طلع جابلنا كسكسي طيبتو أمو و ما قاللناش !!!
    - أبب !!! كسكسي يا بو قلب ... و ما يقولش !!! أي وين حاطو اللحاف ؟؟
    جا حبيب و جاب معاه اللحاف و هازز القصعة، و قالي :
    - هذاكا يسمع الماكلة  يهبط عليه البخل؛ جيب القفة و جيب معاك كيسان و مغارف ...


    بعد ما كلينا و عبيناها دزينا القصعة، حبيب شعل سيجارو و إتكا لتالي، كيفو كيف سفيان، معز بدا يلم في الطاولة ما نجمش يصبر، أنا شديت تليفوني و بديت نفلفس ... حبيب جبد القفة قربها عندو، جبد منها زوز دبابز " فيو ماجون " و حطهم قدامو، في بالي بيه عندو برشا مإلي بطل الشراب، كيف كيف الجماعة ماشي في بالهم هكاكة، قعدنا مستغربين لين قاللنا :

    - هيا واحد فيكم ييسترجل و يمشي يحطلنا الكمية في أصحان ... ولا أنا نجيب و أنا نحط ؟؟؟
    معز مازال وقف كيف رجع مالكوجينة كان يوصل في القصعة قالو " تو نريقلهم "، أنا ما تاقنيش الصبر نطقت :
    - أي تو حبوب هذا لكل علاش ؟؟ غدا كسكسي و لحم، و شراب و أجواء، موش في بالي بيك بطلتو ؟؟
    - يا ولدي فك عليك، يكذب عليك إلي يقولك بطلت الشراب، جيست عملت بوز ...
    - باهي يا سيدي فرضا بوز ... شنوا لازمة اللمة الفجئية هذي ؟؟
    - خلي يجي معز و نقولك ...
    جا معز و شادد زوز صحون فيهم نزاص و تفاح صغير، و زوز صحون فيهم فستق و اكاجو و بندق، هو قعد و حبيب جبد دوسي مالقفة عطاه لسفيان قالو :
    - موش إنت الطبيب متاع الشلة، قولي الدوسي هذا شنوا فيه !!!
    سفيان مستغرب شد الدوسي و بدا يورق، هو جبد تصويرة الأشعة و حبيب ترشق الدبوزة لولة و بدا يعمل في تورني للجماعة، وصلني أنا تبسم و تعدى ( حكاية طويلة سيتم التطرق ليها في تدوينة أخرى ) ... حظ راسو سفيان من بين لوراق و قال لحبيب :
    - الشخص هذا تعرفو ؟؟
    - أي مالا منين جبتو أنا الدوسي ؟؟
    - أي هذا حسب التحاليل و التصاور ماعادش يطول، كان طارت 6 شهور ولا عام و يتوكل ...
    سفيان كمل جملتو و حبيب قال لمعز " تي هات الكاس و إنت تكبش كيف المحمصة " ... أنا ما نجمتش نصبر، قلت لسفيان 
    - لباس ماهو ؟؟؟ أش عندو مولى الدوسي ؟؟
    - عندو كونسار بروستات، و في مرحلة أخيرة زادة ...
    - اللهم عافينا، ربي يصبرو والله، و تلفتت لحبيب، أي ما قلتلك متاع شكون الدوسي ؟؟
    حبيب يبلع إلي في الكاس لكل في مرة واحدة و يحط الكاس، يتلفتلي و ديما على وجهو تبسيمتو إلي تقهرني متاع برود الدم، و يقولي " متاعي أنا " .... معز يعبي إيدو من صحن الأكاجو و يتربع :
    - فك عليك يا ولدي، انشالله في راس عدوك، تو هذا فل تفاول بيه على روحك ... نعرفك بليد و ماكش راجل، أما هذي فذلكة ماسطة  راهو 
    وقت لي شافنا حبيب لكل مستغربين و ماناش مصدقين إستوى روحو بعد ما زاد بلع كاس أخر و قال :
    - والله التصاور و التحاليل متاعي يا جماعة، خرجو الجمعة إلي فاتت ... أما ما قلت لحد، بدت لحكاية بحرقة في البولة طفيتها، ماهو في بالك بيها سفيان حكيتلك عليها ( و سفيان يهز في راسو و يحط بالإيجاب )،  وقت لي تقوت علي مشيت للطبيب قالي حجرة في الكلاوي، شربت الماء صافية و تحسنت شوية وقتها، شهر لتالي خرجلي شوية دم في البولة، تشغله هزيت روحي و مشيت لطبيب آخر، بعد التحاليل و التصور و كل شي قالي الكلام إلي قالهولي سفيان ...


    أنا اتكيت لتالي و حطيت راسي بين إيديا، معز صب كاس و بدا يشرب، سفيان عاود حل الملف و بدا يقرا فيه من أول و جديد و حبيب شعل سيجارو، معز طيش الكاس و بدا يعيط :
    - علاش سي الخرى ما قلتلناش من لول ؟؟؟ رانا شفنا حل !! رانا مشينا لطبيب آخر، رانا عاودنا التحاليل ... ولا زعيم كان في الشرب و الدخان ؟؟
    سفيان يسكت معز و يتلفت لحبيب :
    - أي و داركم قلتلهم ؟؟ كيفاش باش تعمل معاهم ؟؟
    - والله لا عرفت كيفاش باش نقوللهم ... و هذاكا علاش لمدتكم ليوم باش تعاونوني 
    - ما عندكش برشا حلول، لازمك تصلي على النبي، تجبد بوك تحكيلو على خاطر نعرفو راجل إيمانو قوي بربي ، و هو تو ينصحك كيفاش تتعامل مع الوضع 
    معز يغلي وحدو و يترشق يعيط و دمعتو سابقتو :
    - أسمع أنا بابا و أمي ماتو، تزيد تمشي إنت والله لا يبقالي حد فالدنيا ... قلت الرجولية متاعك لا !!!
    حبيب دمعتو تهبط، و يعنق معز يسكت فيه ... أنا ما لقيت ما نعمل كان نبقى ساكت، شديت حبيب و معز و عنقتهم، سفيان ما يحبش اللحظات الحميمية برشا قعد يتفرج من بعيد ... بعد ما الناس لكل بردت شوية و دبابز الشراب كملو، ركبتهم في الكرهبة ( ب اعتبار أني الواحد الصاحي ) و مشينا كملنا السهرية في بوغرارة ( أقرب شاطئ للمدينة ) ... بعد سهرية لكلها شجون و ذكريات، بكو فيها الناس لكل و ضحكو فيها الناس لكل، اتفقنا أنو وقت لي يروح حبيب يحكي مع بوه و هو تو يوجهو كيفاش يتعامل مع الحكاية 



    الحكاية هذي حبيت نهديها لصاحبي إلي تو راقد في فرشو عندو ثلاثة أيام بعد ما استفحل بيه المرض و نطلب مإلي يقروها يدعولو بالشفا ... شفاك الله يا صديقي 


    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي