• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • vendredi 6 novembre 2015

    Renault 18 رينو





    تعطلت السيارة اليوم للمرة الألف ... كثر خذلانها لي بدون سابق إعلام، إتصلت بصديقي الميكانيكي اللذي وعدني بمجيئه السريع لكنه كعادته لم يصل إلا بعد أكثر من ساعة من مهاتفتي له ... فتح غطاء المحرك و غدرني بإنزلاقه تحتها ثم أخرج رأسه من تحتها و نظر إلي في استعطاف : "لازم تكلم نضال يجي يكركرها للڤاراج" ...
    اتكأت على الرقعة النظيفة من حائط الورشة و أنا أنظر إلى صديقي بشفقة، لو لم يكن ذو معدن طيب ما كان ليمد لي يد العون.
    - " والله يا رئيس حرام عليك ... ماعادش انجم نعمللها شي ... تي باهي إلي مازالت تهز فيك و تجيب "
    - " أي و الحل ؟؟ "
    - " معناها مازلت تسئل ؟؟ تي ماك وين تجيبهالي نقلك بيعها ... أما المرة هذي ما تجي كان فيراي"



    لم أستطع إستيعاب ما قاله لي، لا يمكنني أن أفرط فيها مهما ساءت حالتها. منذ أن قدمت لهذه الدنيا، لم تغب عن عيني لهفة أمي و هي تركض نحو النافذة عندما تسمع صوت نفير تلك السيارة، سيارة أبي. كان يصدر صوت نفير بطريقة مميزة إشارة لها بوصوله. فتمد رقبتها من فوق الباب أو عينها بين فتحات الشباك و ترقبه و هو يركن السيارة تحت الشجرة ، ثم بعد خروجه من السيارة، يرفع رأسه و يبتسم لها ابتسامة خاصة.

    و منذ خطواتى الأولى، عودتنى أمى ان أميز صوت السيارة و أنطلق لرؤيتها و رؤية أبى مهللاً كجميع الأطفال "بابا جا بابا جا" ... 
    لم يحدث ابداً انها لم تسمعه، إلا مرات قليلة جداً عندما لم تستطع ترك ما بيدها و كان عليها تبرير عذرها مع دخول أبى المنزل.
    لن يصدقنى أحد أن أمى و أبى ايستمران فى فعل ذلك حتى الآن؛ كنت شاباً طولاً و عرضاً فى الجامعة و أرى أمى تتجه نحو النافذة بإشارة من أبى، و كنت انا قد توقفت عن فعل ذلك منذ بدأت مراهقتى و تمردى و محاولاتى إثبات أنى لم أعد طفلاً.

    عندما أجلس مع نفسي و أبدأ في العبث مع ذكرياتي أتخيل حواري مع أمي عندما أسألها :
    - " كيفاش ما فديتيش لتو و إنتي تعاودي في نفس الحاجة كل يوم ؟؟ "
    - " تفاهمنا عندنا أكثر من ثلاثين عام إنو هذي مالحاجات إلي لازمنا نحافظو عليها و ما نخلوش العرس يقتلها "
    - " معناها تعملي فيه الشي هذا فقط من باب الوفاء بالعهد ؟؟ "
    - " بالطبيعة لا ... أنا نعمل هكة على خاطرني نحب نعمل هكة، على خاطر وين نسمع الصوت و نقرب مالشباك نحس أني مازلت كيف سكنت في دارنا هذي و ما نعرف حتى حد و نستنى في بوك يروح مالخدمة في هالبلاصة الخلاء ... أو بالأحرى  إلي كانت خلاء ... "


    لم يوقفهما ابداً الشجار أو الخصام عن تلك العادة، كان الفرق أن الابتسامة يحل محلها نظرة حنين عنيدة.
    و عندما تحصلت على رخصة القيادة و كنت أقود نفس السيارة، كنت أفعل كما اعتاد أن يفعل تماماً، و ظلت أمى ترقبنا بنفس الشغف و الغبطة عندما يعود أحدنا بها.
    ظلت تلازمنى حركة لا إرادية بعدها لفترة؛ أنى ألتفت فجأة عندما أسمع صوت سيارة شبيه، حتى إن كنت انا من يقود.

    أحببت أن تنتقل تلك العادة الجميلة لأسرتى و ان نرتبط بنفس السيارة و بنفس العلامة المميزة من نفيرها.
    بعد زواجى بحثت طويلا عن سيارة مثلها لي ... لكن لم أجد شبيهتها  في فرنسا، و لا في الدول المجاورة ... كذلك الفرق بين سيارة صنعت في أوائل الثمانينات و أخرى في أواخر العشرية الأولى من الألفية الثانية جعل القرار سهلا ...


    بقيت الفكرة فى عقلى فإنتظار أن أرزق بطفل أو فتاة أعلمه(ا) و أعوده(ا)  على إقتفاء أثر صوت سيارة العائلة في الفضاء ... و اللذي أعجبني هو أن زوجتي لم تبد أي اعتراض حين أخبرتها بما يجول بخاطري ... 

    - " باهي يا سيدي، بريكوليها تو على الأقل خليها توصلني للدار، و مبعد تو نخمم في حكاية البيعان ... أما بربي ما يصلّح عندك حتى حد كرهبتو عندو نفس الموديل، و اللون و يحب يبيعها ؟؟؟ "



    التعليقات
    0 التعليقات
    التعليقات
    0 التعليقات

    Aucun commentaire:

    Enregistrer un commentaire

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي