• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • lundi 25 juillet 2011

    لا يقرأُه غيْر اللّذين جرّبوا لَوعة الحُب

    - ما الذي اخرك يا وليد ؟؟ أقلقتني عليك كثيرا يا بني ؟؟

    نظر إلي وليد و بدا الإرهاق عليه واضحا، و هو يجيب : تأخرنا في العمل الليلة، و لكن لماذا لم تخلد للنوم حتى الأن يا أبي ؟؟؟ يجب عليك أن ترتاح و لا ترهق نفسك بالسهر.
    ابتسمت قائلا:

    - لا تقلق يا ولدي ... فما زلت في ريعان الشباب

    إبتسم وليد إبتسامة خفيفة ثم إتجه إلى حقيبته و هو يقول :

    - هيا يا حاج محمود لنتناول وجبة العشاء سويا ... فأنت لم تذق شيئا منذ صباح اليوم !!
    - و من قال لك هذا ؟؟ الآن أنهيت
    عشائى بالفعل ...
    - كيف ؟؟ و من أح
    ظر لك العشاء ؟؟

    نظرت إلى وليد مستنكرا، كيف له أن يطرح مثل هذا السؤال ؟؟ ثم أجبت : والدتك طبعا هي من أعدته !!!!


    ثم أشرت إلى الأطباق الفارغة المتراصة على الطاولة متابعا :

    - ألا ترى هذه الأطباق ؟! ، لقد أعدت والدتك العشاء ، وتناولناه سويا ، وظلت تنتظرك كثيرا ، ولكنك تأخرت فغلبها النعاس .

    نظر وليد إلى الأطباق الفارغة ، ثم عاد مرة أخرى بنظرة إلىّ قائلا فى إصرار :

    - لا يا أبى ، لن أتناول عشائى بدونك ، أترضى أن أنام وأنا جوعان ؟

    أستسلمت لرغبته ، فجلست معه على الطاولة لنتناول الطعام ، وقد أكتشفت أننى بالفعل جائع ، وكأننى لم آكل منذ قليل .. وبعد برهه من الصمت ، نظر إلىّ وليد وهو يتسائل قائلا :

    - هل فكرت فى موضوع ليلى يا أبى ؟

    تطلعت إليه أنا الأخر متسائلا ، فتابع محاولا تذكيرى :

    - ليلى يا أبى ، ليلى بنت الدكتور محمد .

    أنتفضت فجأة عندما سمعت أسم الدكتور محمد ، وتغيرت ملامحى ليبدو عليها الغضب واضحا ، والذى أنتقل إلى صوتى وأنا أجيب :

    - قلت لك ألف مرة لا .. لن تتزوج من هذه الفتاه .

    ثم ثم أبتعدت عن المنضدة تاركا العشاء ، متجها إلى غرفة النوم ، وأنا أتابع بنفس النبرة الغاضبة :

    - لن تتزوج ببنت الدكتور محمد هذا .. لن تتزوجها أبدا ..



    - أمازلت هنا يا أستاذ محمود ؟ ، زوجتك تنجب طفلك الأول فى المشفى ، وأنت مازلت هنا ؟!!


    تطلعت إلى مديرى فى العمل ، ثم نظرت مرة أخرى إلى مكتبى الذى أحاول جاهدا أن أرتب الأوراق عليه ، ولكن فرحتى بطفلى الأول جعلتنى مرتبكا إلى أقصى حد ، فكانت الأوراق تتساقط منى بإستمرار .. أطلق مديرى ضحكة مرحة ، ثم قال لينقذنى من ورطتى هذه :

    - هيا يا رجل ، فلتترك هذه الأوراق ، وتذهب أنت إلى زوجتك .


    بالفعل أنقذتنى هذه العبارة ، فتركت المكتب بأوراقه المبعثرة ، وأسرعت متجها إلى الباب ، ولكن المدير أستوقفنى متسائلا :


    - أستاذ محمود ، هل عرفت من تنتظر قدومة ، ولد أم بنت ؟

    - نعم ، لقد رأيته أنا وزوجتى ، إن طفلنا سوف يكون ولدا بإذن الله .

    - وهل أخترت له أسما أم لم تفعل بعد ؟

    - بالطبع أتفقت أنا وزوجتى على الأسم ..

    ثم تطلعت إلى سقف الحجرة وأنا أتخيل رضيعى متابعا :


    - لقد أتفقنا أن نسميه وليد ..




    - أنتظر يا أبى .

    أستوقفنى وليد بهذه العبارة قبل أن أصل إلى غرفة النوم ، ثم تابع – وقد داعب صوته القليل من الحدة – قائلا :

    - لماذا يا أبى ؟ لماذا كل مرة أحدثك عن ليلى تفقد أعصابك ثم تذهب وتتركنى هكذا ؟


    تطلعت إليه ، وأنا أسأل نفسى نفس السؤال .. لماذا بالفعل كل هذه العصبية ؟ ، ثم لماذا أرفض زواجه من ليلى ؟ ، بل لماذا أنفعل دائما عندما أسمع أسم والد ليلى الدكتور محمد ؟ ، فأنا حقا لا أعرف لماذا ...أنقطعت أفكارى فجأة عندما لمحت زوجتى وهى تخرج من غرفة النوم ، وفى عينيها نظرة تسائل .. لماذا هذا الشجار ؟ .. فنظرت إليها وعلى وجهى أرتسمت إبتسامة رقيقة ، ثم إلتفت إلى وليد مرة أخرى وأنا أقول فى عتاب :


    - أترى ماذا فعلت بصوتك المرتفع هذا ؟ ، لقد أيقظت والدتك وهى مرهقة طوال النهار ، وتحتاج إلى الراحة .


    ثم نظرت مرة أخرى إلى زوجتى ، قائلا لها بصوت حنون :


    - فلتخلدى إلى النوم مرة أخرى يا حبيبتى ، فلا تقلقى نفسك ، ولا تشغلى بالك ، إنه لأمر بسيط .


    تطلعت إلىّ هى الأخرى ، وابتسمت ابتسامة بريئة لتنير وجهها رائع الجمال ، الذى لم يتسلل إليه أى لمحة من التجاعيد .. ثم تطرق إلى مسامعى صوت وليد وهو يتنهد تنهيدة طويلة تنم عن الملل الممزوج بالسخرية ، فألتفت إليه فى غضب واضح قائلا :

    - أتريد أن تعرف لماذا أرفض زواجك من بنت الدكتور محمد ؟

    تابعت بسرعة – وأنا أشير إلى زوجتى – دون أن أدع له مجالا للرد :
    - هذا لأن والدتك هذه ترفض زواجك منها رفضا باتا ، فهى تكره والدها بشدة .. ولأننى أحب والدتك وأحترمها ، فيجب أن أحترم رغبتها وأنفذها .. والدتك هذه هى التى قامت برعايتك طوال هذه السنوات ، فيجب أن تطيعها أنت أيضا .. والدتك هذه هى الـ...

    - أبـــــــى .. لقد ماتت أمى منذ زمن ....!!


    دلفت إلى المشفى مسرعا وأنا أحترق شوقا لرؤية زوجتى ورضيعى الأول ، ثم صعدت الدرج مسرعا إلى غرفتها ، ولكنى توقفت فجأة .. لقد كان أقاربى وأقارب زوجتى يجلسون أمام الغرفة .. وكان البعض منهم حزين ، والبعض الأخر يبكى .. فتسلل القلق إلى قلبى .. هل حدث لرضيعى شئ ؟ ولكنى رأيت دكتور محمد يتقدم نحوى ، ثم يمد يده ليعطينى طفل صغير وهو يقول :
    - هذا هو وليد .. أبنك ..

    أخذت منه رضيعى فى لهفة وسعادة ، ولكننى شعرت فى صوته هو الأخر لمحة حزن ، فتطلعت إليه متسائلا فى قلق :

    - هل وليد أبنى بخير حال ؟

    - ابنك بخير والحمد لله ، ولكن ..

    نظر إلى الأرض فى أسى ، ثم عاد ليرفع رأسه مرة أخرى – وقد ترقرقت الدموع بعينيه – متابعا :


    - ولكن زوجتك ..

    لم يستطع إكمال عبارته ، ولكنى أدركت .. أدركت لماذا كل هذا الحزن .. لماذا كل هذه الدموع .. فشعرت أننى بدأت أفقد توازنى .. ناولته وليد سريعا .. و ..


    - نعم يا أبى ، لقد توفت أمى يوم ولادتى ..
    نظرت إلى وليد غير مستوعب ما يقول ..
    - .. أنا حتى لم أرها سوى فى الصور ..

    ثم تطلعت إلى زوجتى التى مازالت واقفة بإبتسامتها الساحرة ..


    - .. ودكتور محمد لم يقصر معها ، لقد بذل قصارى جهده ..


    ولكن هل صورتها تهتز أمامى أم أنا أهذى ..


    - .. ولكنها إرادة الله ..


    لا ، ليست صورتها فقط هى التى تهتز فى نظرى ..


    - .. وأنا أحب ليلى يا أبى ، ولن أفقدها أبدا ..


    لقد كانت الغرفة بأكملها تهتز فى ناظرى ، وبدأ النور يختفى تدريجيا ، ولكنى مازلت أرى ابتسامة زوجتى الساحرة .. فابتسمت لها أنا الأخر .. و ..


    - حتى لو لم توافق يا أبى ، سو.... أبى .. أبى .. هل أنت بخير ؟!! أبــــــــــى ...

    وأظلمت الدنيا أمامى ....



    إقرأ المزيد.. مدون بلوجر

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي