• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • lundi 18 juillet 2011

    و الحب مثل الثورة : يعطي لحياتنا معنى



    مدت يدها المرتعشة كي تلتقط علبة الأقراص المنومة من على الطاولة القصيرة حذو سريرها، و تسارعت دقات قلبها و هي تخرج الشريط الأول و تفرغه أمامها، تأملت في الأقراص العشرة المنتشرة فوق غطاء السرير دون أن تحس بالرضا ... فراحت تفرغ محتويات الشريط الثاني مبتسمة لشعورها بالرضا ... فعليها أن تنتهي من مهمتها قبل أذان الفجر و قبل أن يستيقظ والدها ليصلي ...

    ملأت يدها المرتعشة بكل الأقراص و مدت يدها الأخرى إلى كوب الماء ... الكوب فارغ !!! هرولت على رؤوس أصابعها مسرعة إلى المطبخ لإحضار الماء، لكنها وقفت متعجبة عند عودتها كيف أصبح المطبخ قريبا من غرفتها ؟؟!! و عند مرورها بجانب غرفة أخيها طرقت مسامعها أحاديث يبعثها التلفاز من فيلم " بين الأطلال " حيث ألأديب محمود (عماد حمدي) ومحبوبته منى (فاتن حمامة) في الوقت نفسه يرددان الكلمات نفسها، وهما ينظران إلى قرص الشمس الغارب الدامي: " وأنت .. أنت يا توأم الروح .. يا منية النفس الدائمة الخالدة .. يا أنشودة القلب في كل زمان ومكان .. مهما هجرت .. ومهما نأيت .. عندما يوشك القرص الأحمر الدامي على الاختفاء ارقبيه جيدا .. فإذا ما رأيت مغيبه وراء الأفق .. فاذكريني .. اذكريني " ... كان فيلمهما المفضل ... و كم كانت متعتها و هي تتابعه و هي على يقين أنه مثلها في نفس الوقت يتابع الفيلم من منزله ... و كان دائما ما يقول أنه يرى فيها خير مثال للتضحية ...

    و لكنها الآن تمر على مشرف غرفة أخيها و لا تستطيع حتى إلقاء نظرة على الفيلم ... فقد حاصرتها الذكريات وملأتها الأحزان ولن تستطيع احتمال المزيد ... وراودها السؤال بإلحاح : هل هو الآن يتابع الفيلم كما كان ؟؟ لم تستطع أن تقاوم رغبتها في معرفة ما يفعله الآن ...على الرغم من أنها شبه متأكدة أنه يتابع الفيلم و يغرق في ذكرياته ، فهو يتعذب مثلها ... تركت كوب الماء من يدها أمام المرآة و أمسكت سماعة الهاتف و رقنت رقم منزله على أرقامه ...


    كم اشتاقت لصوت رنين هاتفه وكأنه يختلف عن أي رنين آخر ... ثم جاءها صوته .. ولكنه لا يتحدث إليها... "ثواني يا حبيبتي نشوف شكون يكلم في وقت كيف هذا "، ثم اقترب صوته يقول بنفاذ صبر "ألو.. ألو... ألو.." وأغلق الخط ... حاولت أن تعيد السماعة مكانها ولكن يدها لم تطاوعها ... صمت لا يتخلله سوى كلمة واحدة تمزق ما تبقى من أحلامها, سكيناً تسري في أنحائها, مطرقة تسحق الأعوام السبعة الماضية وتحيلها ترابهاً يملأ عينيها ويمنعها من رؤية ما تبقى من عمرها


    "حبيبتي" ... أليست هي من قال عنها " أنا مضطر ناخذها بالسيف باش أمي المريضة تفرح " ... أصبحت الآن تحمل أغلى لقب كانت تفخر به "حبيبته", حانت منها التفاتة نحو المرآة وتعجبت أين ذهبت دموعها التي كانت تنساب أنهاراً ؟؟ لماذا تشعر الآن – ولأول مرة – أن صورتها التي تعكسها المرآة تواسيها, تأخذ بيدها, وتقول عيناها, "وماذا بعد" ؟ قد كان نوراً يضئ حياتك وانطفأ ... كان أملاً يسابق أحزانك, وانكفأ, فالنور غالباً لا يستمر, والأمل غالباً لا ينتصر, لكن الأيام تمضي في رحلتها, وتتوه الأحزان بين البشر" ... أعادت سماعة الهاتف مكانها، وألقت بأيامه وراءها وعلت تكبيرات متداخلة تعلن بزوغ فجر يوم جديد, فقامت لتتوضأ ولم تنس في طريقها أن تلقي بكل أقراص الدواء ... وبعض الذكريات : في سلة المهملات. 

    6 commentaires:

    1. Une si belle histoire mérite d'être lue et relu; et j'ai bien adoré le fait que tu associe le film "odhkourini" dans ta note (déjà c'est parmi les meilleurs films que je n'ai jamais vu)
      chapeau bas

      j'espère que tu aimes bien John Gray, je l'ai découvert la première fois avec le livre que tu es entrain de lire, et ça m'a appris beaucoup de choses, bonne lecture et romdanek mabrouk

      RépondreSupprimer
    2. حقيقة حقيقة أشكرك جزيل الشكر على مرورك و على ملاحظاتك البناء :
      أولا : لأنك ذكرتيني في تدويناتي اللتي تركتها منذ زمان دون أن أعيد قراءتها و اللتي اختزلت تجارب طويلة من حياتي
      ثانيا : لإهتمامك بمدونتي المتواضعة و قراءتك لجل ما جاء فيها ( رغم إقراري بأني نهز و نصبط ساعات :) )
      ثالثا : لأنك أعطيتني دافعا معنويا هاما لأتخلص من أعباء هذا الزمن و أكتب ما يخالجني كالعادة :)

      RépondreSupprimer
    3. فعلا قرأت كل ما جاء فيها و من قبل... قارئة مخضرمة نوعا ما! و لهذا عبت عليك لأنني أعرف ما مدى قدراتك...
      إنشاء الله في تدوينة كما اللتي اعتدت قراءتها و تذوق كل حرف فيها

      قداش بش نقعدلك يا زياد :)

      عابرة سبيل ^^

      RépondreSupprimer
    4. الضرب تقوى مادام تعرفني بالأسم :)
      الشي إلي يخولي أني نطمع باش نعرف شكون محدثتي ولا لا ؟؟

      RépondreSupprimer
    5. ce n'est pas pour rien si j'ai choisi d'être anonyme :) chacun a ses raisons!

      ce qui compte c'est que le message que je voulais te passer est arrivé à bâbord!

      bonne continuation pour tes prochains articles! je serai toujours là à te critiquer et te féliciter aussi! comme à mon habitude :)

      عابرة سبيل

      RépondreSupprimer
    6. شيخ روحك ... الفايدة في اللمة و الجو ... أما على فكرة لست من هواة الأنونيما لتعرضها مع مبدأ الشفافية إلي نتعامل به في مدونتي : عمري ما إنحي تعليق و إن لم يعجبني، نحاول نرجع على كل التعاليق، لكن أضعف الإيمان أطلب من من يعرفني أن يعرف بنفسه لتسهيل طرق التحاور
      على كل حال دمتي قارئة وفية و راك تذكرني برشا برواية أحلام " عابر سرير " :)

      RépondreSupprimer

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي