• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • dimanche 2 décembre 2012

    سان ميشال ... الثلج و الموعد - 2

    كنت قد بدأت كتابة هذا المقال منذ سنتين هنا ... و كان ناطقا باللسان العربي التونسي الدارج ... و ههنا تتمة ما كتبت، لكن بالعربية الفصحى 

    الإطار المكاني : باريس ( و بالتحديد في سان ميشال )
    الإطار الزماني : حوالي الخامسة مساءا  
                                     

    كان جالسا في ركن مقهى الانطلاقة ( أو " لو ديبار " بالفرنسية ) يرقب قهوته، كتابه و المارة اللذين لا تهدأ خطواتهم جيئة و ذهابا بين جسر سان ميشال و معهد السوربون و حديقة اللوكسومبرغ كان كالعادة مترددا : 
    هل يكمل ما تبقى من صفحات رواياته الشيقة اللتي يروي فيها كاتبها حكاية بعض القبائل في الجنوب التونسي و استبسالها في الدفاع عن مناطقها و حكايات الحب العذري اللذي يقطر بين السطور أم هل يتلذذ بدفء قهوته و هو يدقق النظر في كل فتاة جميلة تمر أمامه على عجلة في أمرها و الهواء الشتوي الخفيف يبعد خصلة شعرها المتدلية عن جبينها و أشعة الشمس اللتي بالكاد تظهر بين أقدام السحاب تلامس وجنتها الموتوردة من برودة الطقس ... أم هل ينتظر من جلس طويلا في إنتظارها في هذا المقهى في نفس الموعد و على نفس الكرسي و الطاولة في نفس الركن لعلها تأتي في صمت ... علها تأتي هذه المرة ؟؟

    تعددت الاحتمالات و أصبح محتارا، لكنه باغت نفسه و هو يرتشف من قدح قهوته و عيناه ترمقان أنسة باريسية المظهر، رشيقة الخطى، لم يؤثر فيها برد الشتاء  و لم يجعلها تمشي بخمول باحثة عن الدفء بين سخانات المقهي المنتشرة على ناصية الطريق ... كذلك ملابسها لم تتأثر بهبات النسيم الباردة و شذرات الثلج المتساقطة بين الفينة و الأخرى، بقيت متباهية بسيقانها الرفيعة من تحت تبانها و هي تخطو الهوينى 
    بحذائها ذي الكعب العالي ...



    " تي وينك ؟؟ عندك برشا ما جيتش  ؟؟ " ... هكذا قال له أحد جارسونات المقهى اللذين تعود أن يتجاذب معه أطراف الحديث بين الحين و الأخر 
    " والله ديما هنا ... أما جيست ما نبطاش و إنت وقتها يمكن ما تكونش هنا "
    ما إن إنتهت هذه الجمل القصيرة حتى عاد ببصره مسرعا كي لا يضيع من كانت عيناه تتأمل تفاصيل مرورها من أمامه ... لكن حسرته كانت كبيرة لأنه أضاعها في زحام المارة المنتظرين لاخضرار الضوء الأحمر في مفترق الطرقات اللذي كان قابعا حذوه ... كي يخفي حسرته و يلهي نفسه عن عدم ملاحظتها لنظراته انكب على كتابه يقلب صفحاته إلى أن تذكر وجوب أخذ رشفة أخرى من القهوة قبل أن يختفي بخار دفئها ...

    ما إن أنزل القدح من بين شفتيه حتى لمح خيالها قادما !!! فرك عينه بمفصل إبهامه القريب من معصمه مستغربا كأنه لا يصدق عينيه ... ينتظرها منذ أن رآها في آخر مرة ( شتاء 2010 ) في نفس المكان، محافظا على نفس القدر من القهوة في قدحه دون سكر ... مبتسما  لكل المارة عسى أن تكون هي متنكرة في ثوب أنسة أخرى لكي تراقبه في الخفاء ...

    دخلت المقهى و توجهت نحو طاولته ... خلعت معطفها بكل الحنان اللذي عرفها به، وضعته على كرسيه المجاور و جلست حذوه دون أن تنبس بحرف ... لم يجرؤ على لومها على طول غيابها، لم يستطع حتى أن يكلمها أو يبادلها التحية ... 
    نظر مباشرة لعينيها و قال : " استنيتك هنا كل يوم و ما جيتش  ... نسيتني ؟؟؟ " 
    لم تنبس بحرف ...
    " موش برشا هذا لكل ؟؟ "

    رفعت رأسها المطأطئ و قالت : ...

    - يتبع - 





    2 commentaires:

    1. ...بذَوْقِ الأمير الرفيع البديع انتظرها
      " تجي الجزء الثاني متع " لماذا كتب هاته الحكاية؟
      محاولة لا بأس بها من الرّئيس للعودة إلى الرّئيس الذي
      ..عرفته.. و جميلة هي العربيّة الفصحى دائما

      RépondreSupprimer
    2. ينتظرها منذ أن رآها في آخر مرة (شتاء2010)...أكثر جملة شدتني

      RépondreSupprimer

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي