• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • dimanche 16 décembre 2012

    "حَلَقَ .. يَحْلِقُ ... حِلَاقَةٌ" ... أو "ساعة تحت السّيشوار"

                           

    كانت مشكلتها منذ الأزل هي ألم أذنيها بعد أنت تنشف لها حلاقتها شعرها مستعملة جهاز تنشيف الشعر اللذي يشبه قبعة رائد الفضاء، لذلك حرصت هذه المرة أن توصي الفتاة أن تغطي ظهر أذنيها بقطن كثير قبل أن تضعها على كرسي " رائد الفضاء " أو ما يسمى بجهاز تنشيف الشعر، كذلك لم تغفل عن طالب منشفة حول رقبتها ... تأكدت بعد أن أدخلت رأسها من أنها لا تتعرض لأي هواء خارجي ثم قامت بتشغيل المنشف و ضبطت عقارب ه على ساعة :

    "ساعة ؟؟ علاش ساعة كاملة ؟؟ موش برشا ؟؟"
     "ميسالش يا مادوموازال ... إنتي موش تحب المشطة تجيك حلوة ... لازم يشيح على قاعدة" 

    حكمت عليها مساعدة الحلاقة أن تلزم مكانها ساعة كاملة و أن تكون سجينة هذا الجهاز ... تذكرت كرهها للألات و مخترعيها و لسان حالها يقول :

     " علاش ما إخترعوش حاجة تنشف الشعر في وقت أسرع يا رسول الله ؟؟ لا جبت كتاب نقراه و لا ثمة مجلة نتصفحها ... ما بقالي كان أني نتفرج على إلي دايرين بيا و الداخل و الخارج حتى يتعدى الوقت "

    جلست أمامها سيدة شارفت تجاعيد وجهها على السبعين من العمر، تكاد عروقها تنفجر من ذراعيها و وجهها و هي بصدد لف شعرها بعد أن كوته بخيط مطاطي أصفر ( أو استيك فلوس مثلما تصورته ) ... قرطها و حقيبتها مثلها من الزمن الجميل القديم جدا ... تتحرك بصعوبة للخروج من كرسيها ... تتأمل مظهرها بسعادة مفرطة، تدفع حسابها دون أن تنسى بقشيش مساعدة الحلاقة اللتي ساعدتها على ارتداء معطفها و انصرفت 

    فتاة تجلس على الكرسي مبعدة شعرها من على كتفيها و عينيها، طالبة قص شعرها الطويل جدا إلى قصير جدا ... أردت أن تصيح فيها " يا بنتي ماهو لاباس ؟؟؟ حط ربي في بالك ... ثمة شكون تبقى خمسة سنين باش يوصل شعرها للطول هذا و إنت باش تستغنى عليه في لحظة ؟؟؟ " ... نظرت إلى الشعر المتهاوي من رأسها على الأرض بالتصوير البطيء و هي تتخيل موسيقى سمفونية هادئة تعزف في خلفية المشهد متأملة خصلات الشعر المتناثرة و كأنها لوحة سريالية ... كان من الممكن أن تضاف لها بعض الألوان و تصبح قطعة إبداعية 




    الفتيات اللاتي يشتغلن بعضهن يحظين بشعر مصفف و البعض الأخر لا ... ترى هل تسمح لهن صاحبة المحل بإستخدام المحل و أدواته مجانا .. و إن كان بمقابل، فهل يتمتعن بتخفيض ؟؟؟ و هل تودون ذلك في دفتر حسابات المحل ؟؟؟

    من كثرة المنادات على الفتيات العاملات حفظت أسمائهن : شيماء، نجوى، هدى، سناء و كوثر 
    تعجبها شيماء، معاملتها للزبونات تتسم بالحميمية الشديدة و تشعرهن باهميتهن ... تمطر كل سيدة أو أنسة بوابل من كلمات الإعجاب كأنهن أجمل نساء الدنيا ...
    نجوى عصبية جدا ... دائما ما رأتها مستفزة ... لو كانت مديرتها لطردتها بدون تردد ...
    هدى هي المسئولة عن غسل الشعر ... لا تشعر أنها تتعامل مع رأس إنسانة ...يغلب العنف على حركاتها ... بعض النساء يحضرن البلسم و الشامبو الخاص بهن معهن، الكمية اللتي تستعملها هدى منهن أكثر بكثير من الكمية اللتي تستعملها عندما تستعمل شامبو و بلسم المحل.

    سناء هي الأكثر شعبية ... ما إن تدلف إمرأة إلى داخل المحل حتى تسألها من على الباب " تحبي وحدة معينة تمشطلك ؟؟ "... معظم الإجابات تكون سناء، ليست بشوشة أو صاحبة وجه مبتسم لكنها سريعة و تعرف جيدا ما تفعله 
    كوثر مهمتها طلاء الأظافر، تركز معها كلما همت بطلاء أظافرها و تحضير يديها لذلك قبل البدء و خاصة عندما تقوم بالطلاء الفرنسي ... كانت لا تفلح أبدا في وضعه لنفسها ... ربما ستنجح هذه المرة 



    ما إن تصبح حريفة وفية للمحل، حتى ترتاح كل سيدة مع فتاة معينة ... البعض منهن يتصادقن و يتكلمن في أسرار البيت و الجيران و يمتد الكلام لكثير من النميمة ... توجه أنظارها نحو أصابعهن باحثة عن ختم الزواج، لتعرف حالة كل منهن الاجتماعية ... لاهدف  لما يدور في بالها سوى  قتل الوقت ...
    تنظر إلى ساعة المحل الحائطية الكبيرة و  أنه لم تمر سوى نصف ساعة و هي لم  تطق صبرا بالحرارة 
     " عندكم أسبيرين ؟؟ "
     " لا والله  لا عندنا "
    تصمت قليلا محدثة نفسها :
    " و يجيبو أسبيرين علاش ؟؟ ماهو إنتم ما محيركم شي ... أنا إلي نستاهل جاية نعذب في روحي تحت الماكينة هذي " ...

    يقطع حبل أفكارها حديث جانبي 

     " هو غدوة قداش في الشهر العربي ؟؟ محرم دخل ؟؟؟ "
     " والله لاني عارفة يا مادام ... تي أنا اليوم في أيامات ربي مانيش عارفتو شنوا "
     " عندك الحق ... أما جيست الواحد ما يحبش ينسى عاشوراء ... "
     " اااه ... إنتي شاغلك إلي باش إطيبو في عاشوراء ؟؟ أي و إطيبي فيه وحدك ولا ادبر في راسك من عند أمك و حماتك ؟؟ " 
     " لا مانيش نسأل على هذا ... لكن على الصيام "
     " صيام ؟؟ علاش ؟؟؟ و هو عاشوراء يصومو فيه علاش زادة ؟؟ " 
     " سنة على سيدنا النبي ( سلا الله عليه و سلم ) ..."
     " أه " فاغرة الفاه " مادامها سنة لازم نصوموها إمالة "

    تدخل فتاة جميلة المظهر بسيطة التقسيم و  تسأل عن أسعار و تفاصيل عروض ليلة الزفاف ... ما المدة الكافية للحجز قبل العرس ... هل العرض يتضمن المكياج و تصفيف الشعر ...
    كانت تحب ألوان ماناشفهم : مخطط بنفسجي و أزرق مرصوصة في خزانة  بطريقة تثير الريبة على حسب أحجامهم 
    أعلنت قبعة رائد الفضاء اللتي كانت ترتديها نهاية الوقت بإطلاق جرس تنبيه و توقفت عن العمل أخيرا ... أخرجت رأسها و تنفست الصعداء 




    3 commentaires:

    1. نتفكر مرة تغششت، ما لقيت فاش نصب غشي شديت لمقص و قصيت شعري، كان طويل :'(

      t'as perdu le style, le charme dans tes écrits :( , on ne te trouve plus :/ , y a un peu le chaos . on attend à ce que erra2s revient :) il nous manque!

      RépondreSupprimer
    2. أي أنا جو كونفيرم إلّي قالتّوالأنونيمة إلّي قبلي توحشنا الرّئيس... يا حسرة وقت لي كنت نقرى التّدوينات متاعك و نعاود عندي برشا ملّي نقرى ما عادش نعاود. أما كومام ستيلك في الكتابة ديما يعجبني بغض النّظر عن عمق الحكاية أو سطحيّتها

      RépondreSupprimer
    3. Ya3tik sa7a! j’adore vraiment ce que tu écris :) je me demande comment tu connais tous ces détails ?!! ;)

      RépondreSupprimer

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي