• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • mardi 12 avril 2011

    المدير ... صوت المنبه و هند ...




    اجتمع به مديره بالأمس و حذره للمرة الأخيرة أنه سيضطر ان يُنهى عمله بالشركة إن تأخر يوماً آخر. لم يأت ذلك القرار الحاسم فجأة، و لكن سبق لمديره أن نبهه عدة مرات بأنه يجب ان يجد حلاً لموضوع وصوله للعمل متأخرأ، و لم تتحسن أحواله كثيراً، ثم تغير التنبيه إلى توبيخ شديد و متكرر لنفس الموضوع و كان ينضبط لأيام قليلة ثم يرجع إلى ما كان عليه. و مع كثرة شكاوى الزملاء من أن أشغالهم تتعطل بسبب تأخره الدائم، لم يجد المدير إلا قرار الفصل النهائى.

    معتاد هو على الاستيقاظ على مراحل، بداية من مرحلة التقلب فى السرير و فتح العينين نصف فتحة و التثاؤب و غلق رنين المنبه الأول ثم الثانى، و منتهياً بمرحلة القيام مفزوعاً لفوات الوقت. ذلك بالإضافة الى ان لديه طقوساً مكررةً يؤديها كل صباح؛ حيث أنه من الرجال الذين يعتنون بأنفسهم ويولون اهتماماً كبيراً بمظهرهم.

    يكوي قميصه و سرواله بنفسه حيث لا يحبذ فكرة ارسال ملابسه لل بريسينق ؛ يخاف ان تضيع أى قطعة تخصه، أو تُحرق بدون قصد كما تكون الحجة الدائمة. معظم قمصانه إما مربعات أو مخططة، يختار لون السروال مثل لون الخط في القميص أو لون أحد خطوط المربعات. و بعد أن يضع مزيل العرق و كريم الشعر، ينثر من عطره على رسغيه و على جانبي رقبته و على ملابسه.

    يختار الجورب و الحذاء مثل لون السروال، أسود أو بني أو بيج أو رمادي أو كحلي، ثم يضع نظارته الشمسية الأنيقة ذات الماركة المشهورة على عينيه و ينطلق الى العمل.

    اليوم و بعد تحذير مديره، اخذ يفكر هل يؤدى طقوسه تلك في المساء حتى يوفر وقتها في الصباح؛ أم يؤجلها للصباح كما هو معتاد و لكن مع الاستيقاظ ساعتين مبكراً.

    قرر ان ينجزها ليلاً، و لكن انتهى الامر به أن ينام الساعة الثالثة صباحاً. أخذ يحدق في حوائط غرفته و يتصور انه سيصل متأخرا كالعادة و انه سيُفصل فعلاً و معنى ذلك انه لن يرى هند التى اعتاد على رؤيتها الصامتة، كل يوم يقرر أنه سيكلمها عن اعجابه بها و انه يريد الارتباط بها، و لكن يصيبه الارتباك كلما أقدم على ذلك، و يؤجل تلك الخطوة لليوم التالى .. لم يعد هناك يوم تالى، و ما دام لم يستطع أن يكلمها و هم فى مكاتب متجاورة و يفصل بينهما حائط واحد، فبعد ابتعاده، من المؤكد أنه لن يراها ثانيةً.
    معنى فصله أيضاً أنه لن يتناول فطوره من الكفتاجي و الهريسة و البريك الذين يجهزهم له عم حسين كل ضحى مع الدعاء له بالزوجة و الذرية الصالحة.

    شعر باختناق من حرارة الجو، فقام و جلب المروحة، ثم ما لبث أن سقط في النوم، و لكن كانت حقاً ليلة مليئة بالكوابيس.
    رأى وجوهاً كثيرة لا يعرفها تمر على مكتبه و ترمقه بنظرات خبيثة وغير مفهومة و وجوهاً أخرى تغلب عليها ابتسامات صفراء عريضة. سمع ضحكات عالية من الفتيات حديثات التخرج اللاتى التحقن بالعمل الشهر الماضى، و فوجئ بأطفال يخرجون له لسانهم و يحاولون إغاظته! وجد نفسه يبحث عن هند و لم يجدها و يبحث عن مديره ليتوسل إليه ليعطيه آخر فرصة و لم يجده أيضاً. اختلطت أمامه النظرات بالإبتسامات بالضحكات باللمزات بالوجوه المتداخلة، و هب من فراشه مذعوراً متمتماً: يا ساتر يا رب، يا ساتر يا رب، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

    نظر إلى منبهه، فوجدها السادسة، و بسرعة البرق، دخل الحمام ليجد المياة مقطوعة. جلب زجاجة مياة من التى يخزنها لاستعمالها فى المواقف المماثلة، منها توضأ و غسل أسنانه، ثم صلى الصبح و ارتدى ملابسه.

    و هو يَحبُك ملابسه باللمسات الأخيرة، انفك فجأة الزر فى وسط قميصه، و تدحرج جرياً ليستقر تحت الدولاب. تضجر كثيراً و قال لنفسه متأففاً: " يا رسول الله ... النهار باين من أولو !!!"

    أخذ يقارن هل الوقت الذى سيخيط فيه الزر أقل أم اكثر من الوقت الذى سيختار فيه قميصاً آخر و يكويه. ارتمى على الأرض ممسكاً بعصا مكنسة محاولاً دفع الزر فى اتجاهه و لكنه فشل، ففتح دولابه و اختارت عيناه قميصاً آخر بألوان مشابهة فجذبه من شماعته بطريقة عصبية ثم كواه و ارتداه، و انطلق مُغلقاً باب الشقة ورائه متجهاً إلى سيارته.

    أمام باب العمارة، تحسس جيبه لإخراج حاملة مفاتيحه و لكنه لم يجدها!
    لجأ إلى حله الدائم، جارته التى تسكن الشقة المقابلة لشقته والتى تحتفظ بنسخة من مفتاح البيت كأمانة دائمة. طرق بابها بلطف لأنه متأكد أنها ما زالت نائمة، و بالطبع لم يجد إجابة، أعاد الطرق على الباب بطرقة أشد قليلاٌ ثم أشد إلى ان فتحت له.

    - شبيك يا ولدي شبيك ... قبضتني على الصباح ، لابس ماهو ؟؟
    - بربي سامحيني، عارف روحي فيقتك و قلقتك ، أما راني نسيت مفتاح لداخل و معجول على قوة جهدي ، تنجمي تعطيني النسخة اللى عندك؟
    - حاضر، قالتها بامتعاض و صوت مكتوم، يا ولدي انت تقريباً تعمل حركة المفتاح هذي كل جمعتين، افرض بربي انا مش موجودة لأى ظرف !!
    أخذت تنصحه انه يجب عليه ان يركز أكثر فى حياته، خطف المفتاح من يدها و أجابها على عجلة : "إن شاء الله إن شاء الله، إدعيلى انتى بركة ".

    ركب سيارته و بعد سيره بها بمسافة قصيرة، توقفت.
    نزل ليرى ما حل بها، و لكنه لم يستطع أن يعرف السبب، بالإضافة إلى أن ليس لديه وقت لمحاولة تصليحها. أخذ يبحث عن اى سائر ليساعده فى دفعها، لكنه لم يجد أى شخص. أخذ يدفعها وحده بصعوبة حتى ركنها جانباً فى مكان آمن.
    استعجب هل الخروج إلى الشارع مبكراً يعنى خلو الشارع من المارة و مرور أعداد بسيطة من السيارات هكذا، و لماذا اليوم بالذات و كأن كل قوى الطبيعة اتحدت ضده. حمد الله أنه نزل من البيت أكثر من ساعة مبكراً بنية الوصول قبل مواعيد العمل الرسمية، و لكن بما حدث له، سيصل فى الميعاد بالظبط. أخذ يدعو ألا يحدث له أى شئ يعطله ثانيةً.

    لوّح لأول تاكسى، و ارتمى على المقعد الخلفى معلناً له مكان اتجاههم
    - بربي فيسع يا شاف ... والله معجل عال لخر
    - حاضر يا أستاذ، تدلل ، احمد ربي الشوارع فارغة، أما سامحني السوقان فيسع عمرو ما يوصلك فيسع، تي الحوادث اللى نشوفو فيها و الناس اللى تموت كل يوم و هي ما عندها حتى ذنب، تخلى الواحد يفكر ألف مرة قبل ما يزيد سرعتو على 50. ما تتغشش منى عاد ... رد بالك تاخذ كلامى بحساسية ولا حاجة، انا قد بوك و لازم ننصحك، وانا نعرف الشباب متاع لايامات هذي ديما معجولين في كل شي ، ماعادش عندهم صبر.
    - يا حاج انتم الخير و البركة ، والله عندك الحق

    لم يكن يستمع إلى ما يقوله السائق من الأساس، باله كان منشغل بشئ آخر، كان يخطط أنه فور وصوله سيذهب لمكتب مديره ليريه التزامه و يعتذر له طالباً منه أن ينسى كل ما مضى فى موضوع التأخير، و أن يفتح صفحة جديدة له.

    - بربي الدورة الجاية يا حاج
    مد يده للسائق ب 3000 فرنك و لكنه رفضهم
    - المخطر هذا موش بأقل من 5000 يا أستاذ
    تي كيفاش هاذي؟؟ حتى الكنتور مقيد 3000 ، و زيد الطريق كانت فارغة . تذّكر أن لا وقت لديه للمناقشات، أمرى لله، لم يجد فى محفظته غير ورقة بعشرين دينار
    - اتفضل و رجعلي الباقي
    - ما عنديش صرف يا ولدي !!!
    - ولا انا، و ما عنديش وقت نضيعه أكثر من هذا ، دونك لازمك تهز ال 3000 و انت ساكت!

    لم يترك له فرصة للرد، رماها له على المقعد، و جرى هارباً و اندفع داخل المبنى، و على الباب استوقفه حارس الأمن
    - تفضل شكون حضرتك ؟
    استغرب و سأله و هو يلهث:
    - أنا ؟؟ من وقتاش تاخذو في الأسامى؟
    - نحنا ما نعملو هكا كان أيام العطل ...
    اتسعت عيناه، و سأله بصوت مبحوح: عطل !!! علاش ؟؟ هو اليوم شنوا ؟؟؟؟؟
    - اليوم راهو عيد الشغل


    4 commentaires:

    1. ah j'attendais avec impatience un nouvel article et le voilà enfin :))
      mais cette fois ci il y a un truc qui manque! je ne sais pô quoi! au fil des lignes y a moins d'émotions que tes autres écrits! c'est comme si tu as survolé le personnage!
      aaa kil 3ada taswira ma7léha hihi
      7ata lighneya zéda!
      ma3ach tib5il 3lina bil ktiba fata9 méwehbik :*

      RépondreSupprimer
    2. موهبة الكتابة لا يملكها الكثيرون
      برافو و بون كونتينياسيون

      RépondreSupprimer
    3. بالنسبة لخوخه، إنتي تعرف بالي الخزينة معبيه بالمقالات ... أما كل ساعة و علمها :)) و من ناحية الشخصية، ما حبيتيش ندخل في بواطنها سي نون طوالي كارثة أممية و هات شنوا يفضها وقتها ... بالنسبة للغنايه، هذي أحسن وحدة سمعتها بعد "بحبك وحشتيني" : فرقة هايلة، توزيع حلو و كلمات أحلى :)) ... انشالله ماعادش نبتة عليك بالكتيبة

      خويا أيركول : دمت ذخرا لهذا الوطن ... و الفايدة في اللمة و الجو

      RépondreSupprimer
    4. bonjour,
      j'étais un peu sceptique en lisant cet article du bon matin, mais finalement, j'ai beaucoup ris :)))
      bonne continuation cher monsieur..

      RépondreSupprimer

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي