• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • lundi 1 novembre 2010

    إيديا في جيوبي وقلبي طرب



    وضع ختم المغادرة على جواز سفري بعد التدقيق، هكذا أصبحت خارج الحدود بالرغم من أني مازلت في مطار جربة، لم يعد مسموحاً لي بالعودة من تلك البوابة إلا بختم دخول مرة أخرى.

    وصلت في الخامسة فجراً ولازال هناك ثلاثة ساعات على موعد إقلاع الطائرة، يمر الوقت بطيئاً وصالة المطار تبدو هادئة نسبياً، الشيء الوحيد المزعج أثناء سيري نحو مقاعد الانتظار مشاهد الوداع التي تطاردني وبعض الذكريات تمر أشباحاً في مخيلتي وكأني أحد ركاب القطار فقط بالكاد ألمح أسماء المحطات التي أمر عليها.

    هنا بين الأصدقاء شاهدت مباراة الإفريقي و الترجي، نزهة بمقهى الحديقة ( قهوة الجردة) في ليالي رمضان، صراع صامت بيني وبين صديق حول طرح رامي وأم كلثوم تغني "أراك عصي الدمع"، جولات على دراجتي في أواخر الليل أو بالأحرى بداية الصباح، وأداء عبد الحميد التمري في مقهى الأولمبيك على الساعة الثالثة صباحا و هو يحدثنا عن كيفية صنع اللاقمي ... عركة لنصرة صديق، ضربت فيها فقط تطبيقا لقاعدة : " الكثرة تغلب الشجاعة "، زملاء دراستي يرافقونني على غير العادة إلى بيتي بعض يوم دراسي و أنا الوحيد بينهم الذي لا يعرف أن أعز أصدقائي مات. دموع أمي يوم تخرجت و تحصلت على شهادة الهندسة، تأمل الوجوه في لحظات الوداع ، ويفرض نفسه مجدداً السؤال الصامت:

    - زعمة باش نشوف مولود جديد لأول مرة وقت لي باش نروح ؟؟ و شكون مانيش باش انجم نشوفو مرة أخرى خليني نشبع به تو !!

    جلست بمقاعد الإنتظار الفارغة تقريبا ناظرا إلى البوابة المؤدية إلى الطائرة محاولا الاستغراق في النوم هربا من ملاحقة الذكريات و لإعدام الوقت.-بعد غفوة ظهرت لي قصيرة لكني لا أعرف كم استغرقت، شعرت بقشعريرة شديدة و صوت جلبة في مقاعد الإنتظار حولي التي أصبحت مكدسة و كل من حولي يستعدون بعض أن جاء أمن المطار و فتح بوابة السفر، حرارة لا تطاق و هواء شديد صادم من البوابة التي فتحت،كانت الوجوه مألوفة ربما لا أعرفهم لكني لمست فيهم دمائهم العربية التي يوحدها الدين الواحد والمصير الواحد، حيث دفء العلاقات الأخوية الحميمة بين الأشقاء … أو كما أتمنى أن تكون. أمعنت النظر في اللوحة الالكترونية التي أعلى البوابة " بوابة رقم 2 رحلة رقم 154 جربة ـ القاهرة " ... أطللت من خلال البوابة مجددا مستغرباً الحرارة الشديدة القادمة منها وكأنها فتحت على عاصمة الفاطمييين … القاهرة.

    بابتسامة بلهاء … تركت مقعدي عائداً إلى البوابة رقم 1 حيث رأيت على مقاعد الانتظار .حيث المسافرون وجوههم مختلفة رجالاً ونساءً الشعر أصفر والوجوه شقراء حتى التونسيين منهم مختلفون أيضاً.صعدت سلم الطائرة واضعاً يدي في جيبي متجنباً النظرة الأخيرة على أوجاع الوطن مردداً مقطع من رباعيات صلاح جاهين و غناه محمد منير " إيديا في جيوبي وقلبي طرب … سارح في غربة بس مش مغترب … وحدي لكن ونسان وماشي كده … بابتعد ما أعرف - أو بأقترب



    3 commentaires:

    1. عشت معك التجربة ياصديقي ،
      ولو أني أعرفها جيّدا وأراقب بحرص وانتباه أمثالها ،
      لطالما تمعنت في وجوه أناس من كل أصل و إنتماء وهم في لحضات تختلط فيها مشاعرهم حتى ولو حاولوا إخفائها ، إن ساعات الوداع صعبة
      رحلة مصر تلك غير موجودة حاليا ، هذا الخبر يسعدك أو لا ؟ لا أدري ولكن ربما يكون مريحا :)
      الحي يروّح ولد عمي
      أنا أعمل في ذلك المكان و حتى وراء تلك الابواب التي يفتحها الامن

      RépondreSupprimer
    2. سعدت جدا لمعرفة أن هذ الرحلة ألغيت :))) إذا في القريب العاجل سيتم بيننا اللقاء أخي إسماعيل ... ( على الأقل ننتقل من عوالمنا الافتراضية إلى الواقعية منها

      RépondreSupprimer
    3. يسعدني ذلك ايضا زياد ،

      RépondreSupprimer

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي