• الرئيسية
  • تطبيقة المدونة في ال google sotre
  • تطبيقات الرئيس في google store
  • vendredi 5 novembre 2010

    الهدية مازالت في حقيبتي


    أيقظني هاتفي على خلاف العادة، أغلق رنينه و أجد تنبيها يذكرني بأن اليوم عيد ميلادها، لم أنسى قط أن اليوم عيد ميلادها لكن ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين :) ... سجلت منبه على الهاتف ليذكرني كل عام بعيد ميلادها منذ أن عرفتها ، لم أكن لأنسى اليوم بالطبع، و لكن أحببت فكرة أن في الأعوام القادمة سيكون هناك ما يذكرني بوجودها في حياتي.
    أشرب قهوتي الصباحية و بالي لا يكف عن التفكير و المقارنة بين كل الأفكار التي خطرت لي لهديتها ؟؟ كتاب ؟ أعرف أنها ليست من هواة القراءة، محفظة جلد ؟ تمتلك محفظة أنيقة جدا، عطر ؟ فكرة عادية جدا ليس فيها خروج عن المألوف، قطعة ملابس ؟ لا أريد المخاطرة ف مسألة المقياس و التبديل، ما أصعب هدايا النساء !!  أجلت الحسم حتى أفكر أكثر و أنا أرتدي ملابسي.
    كالعادة ،لم أجد مشكلة في إختيار ما سألبسه لمعرفتي كيف تريد أن تراني ... آه وجدتها، لماذا لا تكون هديتها شيئا لم يهده إنسان لآخر، على الأقل في محيطنا الذي نعرفه !!!
    أصل إلى المطعم الذي حجزت فيه مسبقا و أسأل النادل ( تعجبني برشا الكلمة هاذي مانيش عارف علاش ) عن الطاولة المحجوزة التي اخترت أن تكون بالقرب من النافذة لكي أجلس أنا في نور الشمس و هي في الظل البعيد لكرهها للحرارة، أجلس و أنتظرها، أتخيلها أمامي و أسألها ماذا تحب أن تأكل و أقترح لها و تقترح لي ...
    - النادل : تحب تطلب تو ولا تستنى إلي معاك ؟؟
    - أنا : لا هاني بش نطلبلنا لينا الزوز، من فضلك سباجيتي بالريحان، و صحن إسكالوب بل شامبينيون ( صحنها المفضل ) ... 
    استفزها قليلا : " ماكش باش تفد مل شامبينيون، في كل شي يا رسول الله، شوية شوية و عارف تو يولي عندنا مزرعة شامبينيون في الدار" ...
    نضحك كثيرا ونتحدث كثيرا و نبتسم أكثر و أكثر، تقطعين لي قطعة صغيرة من الإيسكالوب و تعطيني الشوكة ( الفورشيطة ) اتذوقها و أشكر الطباخ الذي أجاد طهيها. أخبرها أنه، و بدون مجاملة، الأكل معها له ذوق مختلف، أنتهي من طبق السباجيتي و أطلب أن أخذ الإسكالوب معي إلى المنزل.
    أخرج من المطعم و أتمشى قليلا لكن السماء تبدأ بالبكاء، أستمر في مشيي محاولا الاستمتاع بتلك المطر الخفيفة و لكنها تشتد و تشتد، لا أريد الرجوع إلى المنزل الآن و في نفس الوقت لا أستطيع السير في هذا السيل.

    أرمي نفسي في كرسي السيارة، ومع صوت تشغيل المحرك، أضع رأسي بين يدي و أنهار في بكاء هستيري من العيار الثقيل،أنظر يمينى و يسارى لأتاكد أن لا أحد يلحظنى ثم أدفن رأسى بين يدى و أبدأ فى إخراج كل الآهات، علا صوت نحيبى جداُ و لم أدرك كم مر من الوقت و أنا أبكى، لكن عندما رفعت رأسي، رأيت سيول من المياه، لم أستطع أن أُميز إن كنت ما أراه من سيول، من دموعى التى تملأ عيناى أم من مياه المطر على الزجاج الأمامى للسيارة.
    هل أصبت بالجنون ؟؟ لقد ماتت منذ عشرة أشهر و لكن لا أصدق هذا إلى الآن.
    إحساسي الوحيد هو أنها غائبة عني في سفر طويل و أن هذا شيء مؤقت، و لهذا أنا أقابلك و أُحدثك كل يوم كما كنا و كما سنبقى!
    هل تدري أني مواظب في الاحتفال بكل مناسباتنا وحدي ؟؟
    هل تدري أني اراسلها كل يوم، أحكي لها كيف مر يومي، ما فعلت في عملي، من هاتفني، من ضايقني، ماذا أكلت !!!
    هل تدرى أنى أستمع دوماً إلى الأغانى التى طالما استمعنا إليها سوياً، و أكرر مشاهدة الأفلام التى طالما شاهدناها سوياً؟
    هل تدرى أنى صادفت شبيهين لك، طفلة تخيلتها بنتنا، و سيدة تخيلتها أنت فى عمرك المتقدم؟
    هل تدرى انى لم أمح رقم هاتفك من الإتصال السريع (أبال أبريجي ) حتى الآن؟

    عندما أستيقظ، أريد أن أكون أول من يقول لك صباح الفل و أن أكون آخر من يُسمعك "تصبح على خير"، مع أنها كلمات بسيطة.
    عندما أقرأ مقالة أو كتاب، أريد أن أرشحه لك و أشجعك على الانتهاء من قراءته لأناقشه معك.
    عندما حصل حادث بسيط لسيارتى، أول شئ فعلته تلقائياً أنى اتصلت بك و لكنى أغلقت الخط قبل أن يرن الجرس.
    عندما أمُر قريباً من منزلك ، تمسح عيناى المنطقة آملا أن أراك من بعيد و لكنى لا أجدك.
    عندما أكون فى فضاء تجاري، أشترى لك شيبس و شوكولاتة ، أكيد لن يصدقنى أحد أنى أحتفظ بهم كلهم فى درج فى مكتبى. 
    عندما يتملكنى الحنين، أصرخ فى داخلى إلى متى سيتواصل هذا ، و أظل ...

    4 commentaires:

    1. je viens de dépoussiérer mes doigts las pr écrire ce com'! il bo5l dé mé 3andouch dwé!
      j'ai lu tt le blog de long en large et de haut en bas! et celui là m'a émue ( dieu seul sait que je suis difficile à émouvoir)
      simple et beau ^^

      RépondreSupprimer
    2. والله افحمتني و أحرجتي تواضعي كيف ما يقول أطال الله بقائه ( لا علينا في ذكر الأسماء) :)) هذا من حسن ذوقك مشماشة

      RépondreSupprimer
    3. Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.

      RépondreSupprimer

    جميع الحقوق محفوظة

    جميع الحقوق محفوظة كافة المواد المنشورة في هذا الموقع محفوظة ومحمية بموجب قوانين حقوق النشر والملكية الفكرية لا يجوز نسخ هذه المواد أو إعادة إنتاجها أو نشرها أو تعديلها أو اقتباسها لخلق عمل جديد أو إرسالها أو ترجمتها أو إذاعتها أو إتاحتها للجمهور بأي شكل دون الحصول على إذن كتابي مسبق Creative Commons License
    This work is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.

    مرحبا

    مرحباً أيها النازل للمرة الأولى .. هذا المنحدر.. مرحباً أيها الراكب ظهر الحرف.. نحو الحتف .. وبث الروح في نبض الحروف. إربط حزام الخوف..أنت في أهزوجة الجن.. بقايا من لحون.. لا تخف .. حصّن الروح ورتّل تعاويذ البقاء... وانطلق في عالم الموتى بقايا من فناء... لا تخف.. واشحن الآهات .. واعصر ما تبقى من دماغ... واكتب..وسجل

    قداش من مرة شافو المدونة

    زورو صفحتنا على الفيسبوك

    المشاركات الشائعة

    إلي يتبعو في حكاياتي